حميد بوحبيب : يا رئيس أركان الجيش الجزائري..من هم المغرر بهم !؟

حميد بوحبيب : يا رئيس أركان الجيش الجزائري..من هم المغرر بهم !؟ الجنرال أحمد قايد صالح، و حميد بوحبيب ( يسارا)
كتب الباحث الجزائري، حميد بوحبيب، صاحب كتاب "مدخل إلى الأدب الشعبي، مقاربة انتروبولوجية" تعليقا في صحيفة الوطن الجزائرية، يرد فيه على تصريحات نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الجزائري، الجنرال أحمد قايد صالح، التي جاء فيها "أن مبادرة ميثاق السلم والمصالحة الوطنية التاريخية"، نجحت في مؤاخاة الجزائريين وسمحت بعودة الرشد لأولئك الذين غُرر بهم والإقلاع عن غيهم، فقال بوحبيب :
يا رئيس أركان الجيش الجزائري!!
لا ليس المغرر بهم أولئك الشباب الذين التحقوا بفلول الفيس ليصبحوا إرهابيين خلال التسعينيات...!
المغرر بهم ، وصف استعمله الڨايد صالح ليصف به كل من يلبي نداء الحراك السياسي في الشارع !
أكيد أن الڨايد ليس هو الذي كتب نص خطبته ، ولكن الأكيد أيضا هو أنه يعي ما يقرأ ...!
إن هذا الانزلاق اللفظي له دلالة عميقة إذا ما نظر إليه من زاوية تحليل الخطاب في علاقته بموقع صاحبه و بالسياق الذي قيل فيه.
إنه لمن المؤسف حقا أن تكون زاوية الرؤية ضيقة الى هذا الحد ...
من المؤسف أن تستمر النظرة المتعالية التي تسفه أحلام الناس و تعتبرهم قاصرين، يحتاجون دوما إلى وصاية أبوية .
من المؤسف أن تستمر السلطة في موقفها المتعنت وتصر على اعتبار الشعب بلا عقل ولا قدرة على التمييز...من المؤسف أن نبقى في عرفها دوما " مغررين بهم "...
لم نخرج بعد من عبارة " شغب عيال ...chahut de gamins...التي استعملتها السلطة في زمن الشاذلي في وصف أحداث أكتوبر ...
فليعلم الڨايد صالح ومن معه أن رياح التغيير قادمة ، وأن من ينزلون إلى الشارع هذه الأيام شباب يحب هذا البلد ويحلم بالعيش الكريم في كنف جمهورية محترمة ...
شباب يحلم، ومن حقه أن يحلم ، رغم أنف معاذ بوشارب ...!
آن الأوان لمن بيدهم مقاليد السلطة الفعلية في البلد أن ينصتوا لنبض الشارع ...فهو نبض قوي، لشباب لم يعرف لا العشرية الحمراء ولا أكتوبر ولا الشاذلي ...شباب ولد وترعرع وأدرك سن البلوغ ومضت من عمره عشرون سنة ، وهو لا يعرف رئيسا آخر غير بوتفليقة ...
شباب يحلم بجزائر العزة والكرامة التي صدعوا بها رؤوسنا ، وهرمنا دون أن نراها ...
شباب يعمل، يدرس، يحب، يرقص، يغني، ويتصل بالجهات الأربع من العالم، ويغامر صوب البحر، ويريد أن يكون له دور في مسرح الأمم ...شباب مثل هؤلاء لا يمكن خصيهم ولا كبح جماحهم...ولا يمكن أن يغرر بهم أحد .
فليطمئن الجنرال، شبابنا متمسك بكل ذرة من تراب الوطن ولن يفرط فيها ، ولن يغرر به لا علي بلحاج ولا الماك ولا حتى برنارد هنري ليڤي.
ولكنه لن يقبل أن يوضع على هامش التاريخ!!