هذا الإجراء يجعلنا نتأكد ان الحكومة تتجه نحو ترسيخ منطق الدولة المتفرجة،اي الدولة التي لا تقوم بأي دور، فقد تم التخلي عن دور الدولة التدخلي لصالح منطق سياسي سيؤدي إلى التساؤل عن معنى الاجهزة الحكومية اذا كانت لم تقوم بأدوارها مادامت ستتخلى عنها تدريجيا لصالح مؤسسات أخرى.
العقد شريعة المتعاقدين يكون عندما تتساوى أطراف العقد، لكن و ان طرف إرادته غير حرة بسبب حاجته الماسة للعمل، بسبب طرف وضعه الاجتماعي ارغمه أمام انسداد الافق الاقتصادي بسبب اختبارات حكومتي بن كيران و العثماني و ضعف الفرص إن لم يكن انعدامها أمام الشباب الذي يتخرج من الجامعات بالآلاف فلا يمكن الحديث عن هذه القاعدة القانونية في هذا الوضع لان الإرادة المفردة لأحد طرفيه الأساسيين و هم المعطلين لم ينطلقوا منها و لم تكن وضعيتهم تسمح بأن تكون إرادتهم حرة بل كانت متأثرة بوضعيتهم الاقتصادية و الاجتماعية المأزومة.
مقاربة الحكومة خاطئة، هي بالتأكيد تصنع قنبلة موقوتة في وجه الدولة تنذر بصنع جيش من المحتجين مسنودين على قاعدة صلبة من الناحية الكمية.
رئيس الحكومة أعطى توجيهاته لوزير التعليم بفتح حوار مع الأساتذة المتعاقدين و هي خطوة لا يمكن الرهان عليها كثيرا بسبب موقف الحكومة الرافض إلى الاستماع لمطالب الأساتذة المتعاقدين فعلى اي قاعدة سيكون هذا الحوار؟؟
الحكومة عليها أن تعيد مقاربتها للملف و تعاطيها مع هذه الفئة لان الأمر يتعلق بكرة ثلج تكبر خاصة بعد إعلان النقابات عنن دعمها لهذه الفئة و عن سلسلة اضطرابات في قطاع التعليم... و لا نعلم إلى أين ستتجه خاصة و ان الحكومة أظهرت في مرات عديدة أن إدارتها للملفات الاحتجاجية تدبير خاطئ و يؤزم الوضع اكثر مما يسهم في حله.
إن المقاربة القانونية الصرفة لن توصلنا للحل، اذ المدخل هو اجتماعي بالأساس و يتعدى هذا الملف ليصل بنا إلى سؤال أي دولة نريد؟ بأي أدوار؟