ماء العينين تسرب رسالتها إلى الأمانة العامة للبيجيدي

ماء العينين تسرب رسالتها إلى الأمانة العامة للبيجيدي سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة وأمينة ماء العينين
وجهت أمينة ماء العينين، البرلمانية والقيادية بحزب البيجيدي، مدفعيتها الثقيلة في اتجاه الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، في رسالة طويلة تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، استهدفت فيها أيضا رئيس الحكومة والأمين العام للحزب. 
ولم "تهضم" ماء العينين بعد الانتقادات الشديدة التي وجهتها لها "اللجنة المصغرة" المنبثقة عن الأمانة العامة لحزبها، على ضوء فضائح صور باريس، ورفضت أن تكون في موضع مساءلة في قضية تخص حياتها الشخصية، وبررت ذلك بالقول "ما جعلني أمتنع عن الادلاء بأي معطيات تناول الأسئلة المطروحة علي جانبا شخصيا لا أتصور أن الحزب سبق وتدخل فيه بخصوص الحياة الشخصية لباقي أعضائه حيث سُئلت: هل لديك مشروع زواج؟ وهو أمر أوضحته لأعضاء اللجنة الذين عبرت لهم عن رفضي لمبدأ المساءلة خارج ضوابط الحزب وقوانينه". 
واتهمت ماء العينين الأمانة العامة للحزب بعدم مساندتها في محنتها، واصفة منتقديها بـ"الكلاب" التي أُمرَت بالنهش في لحمها على مدى أزيد من شهر ونصف، وبدل الدفاع عنها، تقول ماء العينين "اخترتم أن تسائلوني دون أن أعلم مستند الأمانة العامة المحترمة القانوني والمسطري في هذه المساءلة وبناء على أي "تهمة"، وهي دفوعات شكلية ضرورية مادمنا في إطار التعامل المؤسساتي وليس الأخوي أو "الإنساني".
وادعت القيادية بالبيجيدي بأنها تعرضت "كمواطنة وامرأة وأم لحملة تشهير واسعة خرقت حقوقها بالاعتداء على حياتها الخاصة حتى وصل الامر الى تعقبها في الشارع العام وهو امر مرفوض حقوقيا"، وأن "أسباب هذا الاستهداف معلومة لدي ولدى الكثير من الناس إن لم تكن القيادة أو جزء منها على علم بها".
وواصلت ماء العينين هجومها اللاذع إلى الأمانة العامة للبيجيدي في رسالتها، مبرزة أنها أحست "بتحامل غير مفهوم" من طرف قيادة حزبها، دون أن أسمح لنفسي بالانسياق وراء تأويلات تذهب إلى تصفية حسابات سياسية أو تصريف مواقف تعود لخلافات في الخط السياسي وتدبير المرحلة أو لكوني امرأة في مجتمع يعامل الرجال بغير ما تعامل به النساء".
ونال سعد الدين العثماني نصيبا من الضرب تحت الحزام في رسالتها، موضحة "في زيارة لي للأخ الامين العام وأنا أكلمه عن استهدافي وأن ما تعرضت له ليس سهلا، أجابني: "وعلاش داكشي اللي دوزتو علي أنا سهل؟ ولكنها عدالة السماء"، لا أخفيكم صدمتي الكبيرة وقد كنت أكلم قائدا حزبيا وطبيبا نفسيا في نفس الوقت، كل ذلك في ظل الحملة الشرسة التي قادتها ضدي وجوه ومنابر إعلامية".
ولم تبد ماء العينين في هجومها على إخوانها بالحزب أي ندم على ما اقترفته من فضائح متعلقة بلباسها الخارج عن "المألوف" وطبيعة الزي الذي تعودت أن ترتديه أمام المغاربة، واختارت تبني خطاب "المظلومية"، معتبرة أن استهدافها هو "ثمن مواقفي واختياراتي السياسية التي لم تكن دائما موضوع تقدير من طرف قيادة الحزب ففضلت عدم إحراج الحزب ومواجهة الامر بمفردي -وقد اخبرت الأخ الرميد بذلك منذ البداية- وقد أكون ارتكبت أخطاء في تدبير المعركة الشرسة ولكنني في النهاية عشتها وحدي بدعم من عائلتي وأصدقائي والمتعاطفين معي بحس نضالي أو حقوقي أو انساني وقد تلقيت اتصالات للدعم من شخصيات سياسية من مختلف المواقع، أما الحزب فقد ظل خارج الموضوع، حتى فوجئت من جديد برغبة القيادة المحترمة في معاودة فتح الملف دون أن أدرك أسس ذلك السياسية والمسطرية".
ولمحت ماء العينين إلى أخطاء قيادييه السابقين ومخالفاتهم وحتى خطاياهم، معتبرة أن "الحزب ليس تنظيما ملائكيا وقد تظهر فيه مثل هذه الوقائع في أي لحظة، وقد اعتبرت أن المفروض في الحزب هو تطوير منهجية مختلفة للتعامل مع ذلك".
وتشبثت أمينة ماء العينين في رسالتها بحريتها الشخصية "ولأنني أعتبر نفسي مناضلة حرة ومستقلة في إطار قوانين الحزب ومساطره ومتمسكة بحريتي الخاصة، فإنني لا ألتمس إلا الحرص على تفعيل قوانين الحزب ومرجعيته التي تتجاوز الشكل الى المضمون مع اخباري بوضوح بالإطار القانوني الذي يؤطر تدبير علاقة الأمانة العامة بهذا الملف المبني على حملة واسعة للتشهير والقذف والتعريض والاساءة وخرق الحقوق فيما يتعلق بالحياة الخاصة وليس بالمسؤوليات الانتدابية. هذه الدفوعات شكلية لم تلحق المضمون الذي يحفل بالكثير من المعطيات والتفاصيل كنت سأقدمها طواعية لو كان اختيار التعامل مع القضية مختلفا، لكن شعوري بالغبن والانتقائية والتحامل يجعلني أفضل سلوك المسلك المؤسساتي والمسطري الذي تحدده قوانين الحزب ومساطره التي وضعت لإنصاف الأعضاء كبيرهم وصغيرهم، رجالهم ونسائهم، بغض النظر عن مواقعهم ومواقفهم، مادام الأمر قد تجاوز منطق الأخوة والإنسانية إلى منطق المحاكمة فيما يخص الحياة الخاصة، وكما تعلمون جميعا فأساس المحاكمة العادلة هو حقوق الدفاع وأولها النظر في الدفوعات الشكلية قبل الخوض في الجوهر".