لماذا أصيب حزب المصباح "باللقوة"تجاه الإضراب العام !؟

لماذا أصيب حزب المصباح "باللقوة"تجاه الإضراب العام !؟ سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب المصباح
في الوقت الذي هنأت فيه الكونفدرالية الديمقراطية للشغل الطبقة العاملة المغربية على "انخراطها في قرار الإضراب العام الوطني ليوم الأربعاء 20 فبراير2019 " ودعا جميع الأجهزة النقابية "لرفع وثيرة التعبئة لإنجاح المسيرات الاحتجاجية إقليميا وجهويا المقرر تنظيمها يوم الأحد 24 فبراير 2019، والاستعداد لمواصلة البرنامج النضالي تحت شعار من 20 فبراير إلى 20 يونيو 2019، يصاب حزب المصباح "باللقوة"، وصمته عن الإضراب ليس جديدا فهو يتقن حكمة ذلك الرجل الذي عندما سألوه عن رأيه حول هذا العام، أجابهم باختصار ماكر:"هاد العام يا هاد العام"، حتى إذا كان العام جيدا يقول لهم:ياك قلتها ليكم، وأما إذا كان العام سيئا يردد نفس اللازمة ياك قلتها ليكم ! ؟
وهذا الموقف هو ما عبر عنه المحلل رشيد لزرق، عندما قال بأن حزب البيجيدي رغم قيادته للحكومة فهو لا يقدم نفسه كحزب قائد لها، بل يتعاطى معها كأنه مجرّد مشارك فيها فقط، وهذا الفخّ الذي صنعه حزب المصباح لنفسه يمكنه من التنصل من المسؤولية السياسية ومن الفشل التدبيري في أية لحظة، وذلك من خلال ترك مسافة أمان سياسي بينه وبين الحكومة !؟
وهذا يذكرنا بالبيان التاريخي الذي كان قد وقعه بنكيران الأمين العام السابق، و يعلن فيه أن الأمانة العامة للحزب قررت عدم مشاركة الحزب في "مظاهرة " 20 فبراير2011 مبررا ذلك، بأنه قرار اتخذ بعد" النقاش المستفيض الذي تناول الموضوع من مختلف جوانبه في إطار مراعاة المصالح العليا للبلاد واستقرارها وفي إطار مرجعيات الحزب وقواعد العمل فيه"
هكذا إذن التف الحزب على المظاهرة ومطالب 20 فبراير في مناورة مكشوفة، وهذا دأبه كقوم موسى - اذهب أنت وربك فقاتلا أنا ها هنا قاعدون- يعني التربص في انتظار الانقضاض على الغنيمة، وكان له ما أراد بوصوله إلى دفة الحكم .
وهو المنطق نفسه الذي سلكه حزب البيجيدي في أزمة حكومة بنكيران عند انسحاب وزراء حزب الاستقلال منها سنة 2013، حيث اعتبر آنذاك موقع "بيجيدي. ما"، أن تشكيل الحكومة الجديدة "ربح" للمغرب، وأن المواقف والقراءات التي انتقدت التشكيلة الحكومية الجديدة واعتبرتها "انهزاما" لحزب العدالة والتنمية، "وقعت أسيرة لمقاربة ضيقة انتصرت لمنهج المقارنة دون أن تستحضر الإطار الماكرو لهذا التعديل ولا السياق السياسي الخاص الذي حكمه".
وهذا المنطق، هو أيضا الذي جعل الحزب يكون أمينا " لقوالب"، وليس" لقواعد" العمل فيه بشكل مستمر، إذ حتى المتغيرات التي وقع فيها ك"حادث خلع حجاب ماء العنيين" يفسرها قياديوه بكونه ليس تنصلا للهوية الإخوانية، بل تطورا للحزب وتقدما في منهجيته وليس عيبا أن تكون في الحزب مناضلات غير محتجبات كما قال زعيمهم في دفاعه عن بطلة المولان روج.