مصطفى اللويزي: لا تسامح في ملف بنعيسى.. آيت الجيد يقض مضجعكم!

مصطفى اللويزي: لا تسامح في ملف بنعيسى.. آيت الجيد يقض مضجعكم! من وقفة احتجاجية لطلبة وأصدقاء الضحية أيت الجيد مع صورة حامي الدين

في هذه التدوينة التي نشرها على حسابه مصطفى اللويزي، الأستاذ الجامعي حاليا والصحافي والطالب القاعدي السابق بجامعة ظهر المهراز وأحد رفاق وأصدقاء الطالب القاعدي محمد بنعيسى أيت الجيد، يعيد تركيب وقائع الاغتيال، ليفضح الخرجة الإعلامية لـ "إخوان" حامي الدين، وتزوير الحقائق لإنقاذ عنق عبد العالي حامي الدين من حبل الإدانة بالمساهمة في مقتل أيت الجيد. إنها صرخة أكثر من إدانة لتحقيق العدالة، وطرح سؤال كبير: ماذا يخافون من العدالة مادام "الإخوان" بالبيجيدي متيقنون من "عدالة" قضية عبد العالي حامي الدين؟  لماذا يحاول البيجيدي "عسكرة" محكمة الاستئناف بفاس بعتاد الدولة التي يحقّرون قضاءها ويطعنون في نزاهته واستقلاليته؟ لماذا هذه الازدواجية في الخطاب؟ ألهذا الحدّ يعتبر "الإخوان" في البيجيدي أن دولتهم أقوى من دولة المغاربة، ويعتبرون "شعرة" حامي الدين أكنز وأثمن وأطهر من "شعرة" أيت الجيد المقتول غدرا بوحشية؟

 

"في خرجة إعلامية احتضنها موقع "الإخوان" والأشقاء، طلع علينا بعضهم من الغرباء تماما عن ملف الشهيد أيت الجيد بأكاذيب نسجوها وكرروها في ما بينهم حتى صدقوها. تحدثوا عن قتل في "شجار طلابي"، وعن ظهور اسم المتهم حامي الدين فقط في الآونة الأخيرة... وأمور أخرى تشتم منها رائحة الرغبة في المناصرة... لا بأس في ذلك، خصوصا في إطار تبادل المصالح "العليا" بين إسلاميي إدريس البصري وعبد الكريم الخطيب ويساريي الساعة الخامسة والعشرين. وإذا أنت أضفت للأشياء "عمقها"، فستبدو الخارطة واضحة لا ينقصها سوى صاحب الفيديوهات الشهيرة.

لهؤلاء ولغيرهم نبدأ بالقول إن كل قوة الكلام المطلوق على عواهنه لا نخافها... لأننا نعرف أنها قوة لذات تحتضر، لا أقل ولا أكثر. لا أخفي أنني متذمر لوجود شخص معكم، وهو العارف أكثر منكم بتفاهة أقوالكم وعدم سداد رأيكم، لكنني أعرف كذلك أن الحق وعدالة القضية أكثر من قل....ب سائح.

أكتب وأنا الشاهد على لحظة ما قبل الاغتيال بقليل وبعد الاغتيال بقليل، لأفند ترهاتكم وأبين جهلكم، ليس لكم، فأنتم تعرفون أكثر من أي كان أنكم تشتغلون في ملف أسميتموه "ملف حامي الدين"... وكأنه الشهيد، وكأنه المغتال، وكأنه المقتول، وكأنه المغدور... لا أمانة لكم منذ البدء... "الأمانة" بالمناسبة يعرفها جيدا البعض منكم، لكن لا علاقة "لأمانته" بأمانتنا نحن المطالبين اليوم بالحقيقة في ملف نعرفه جيدا وخبرناه منذ البدء: ملف الشهيد بنعيسى... محمد آيت الجيد بالنسبة للرأي العام.

لنعد الكرة ألف مرة ولن نتعب... قتل طالبا مسؤولا في فصيل طلابي ذو لون سياسي واضح (القاعديين التقدميين-يساري) من قبل طلبة ينتمون للتوجه الإسلامي ... السؤال واضح و طرح منذ الفاتح من مارس 1993: من قتل آيت الجيد؟ وهل يحق لأحد أن يتكتم على هذه الحقيقة بفعل تقاطبات سياسية ظرفية؟

للتذكير وفقط... حضرت أغلب المناسبات التي خلدت فيها ذكرى استشهاد بنعيسى، بل قمت بتسيير عدد كبير منها... وكان مطلبنا يتجسد في سطوع شمس الحقيقة... لا رغبة لنا كرفاق وأصدقاء للشهيد في الانتقام، وخاصة من شخص بعينه... أبدا... لذا ستجدوننا في 12 فبراير وفي 26 فبراير كذلك... كما كنا في سنة 2009... أكيد لا يعني لكم التاريخ الأخير أي شيء فأنتم مجندون في ملف واحد ولغرض واحد.

تطرحون السؤال لماذا الآن؟ نجيبكم فورا: لا ليس الآن. طالبنا بكل ما لدينا من قوة بضرورة إخراج الملف لحيز الوجود، لكن ماذا نفعل أمام إعلام يركض فقط وراء وجوه مثل وجوهكم تماما؟ لم يتوان الطلاب، وخاصة رفاقه في الفصيل بتخليد ذكراه كل سنة... ونظمت عدة لقاءات من قبل أصدقائه في عدة مدن في غفلة من شهود الزور الذين استفاقوا اليوم للحديث عن الملف.

الجريمة سياسية، الضحية ذات رأي سياسي والجاني (الجناة) سياسي... وكي نطوي الصفحة يجب أن نسجل ماذا وقع بالضبط؟ أي مرة أخرى من قتل الشهيد؟

 

في شأن "الشجار" و"تأخر" الإشارة لحامي الدين... كذا!

تعرفون كما نعرف جهلكم بالملف، لذا سنقدم لكم بعض المعلومات لا تعليقات عليها: لحظة القتل شهد فيها شخصان لدى المحكمة، سائق الطاكسي والخمار. الثاني خصم سياسي تقولون ولم يتحدث عن حامي الدين قط! هل تعون ما تقولونه أم هذا فقط ما قيل لكم؟ لماذا تنفون عن الخمار الذي نجا ذلك اليوم المشؤوم بأعجوبة من الموت، تبليغه يوم كان بالسجن بمشاركة المتهم اليوم في الجريمة؟ ولماذا رفض صديقكم مواجهة الخمار الذي حضر لحدود اليوم 84 جلسة في الملف، أمام قاضي التحقيق؟ ولماذا رفض صديقكم الإدلاء باسم الأستاذ الذي نقله للمستشفى؟ علما أن محاضر الشرطة تقر بأن ثلاثة أشخاص تم نقلهم لمستشفى هم الغساني الخمار وبنعيسى أيت الجيد وشخص ثالث. تريدون معرفة هوية الشخص الثالث... متأكدون؟ ها كم مضمون شهادة صاحب الطاكسي، وهو بالمناسبة شخص توفي منذ عدة سنوات: "حملت من داخل الحرم الجامعي طالبين (لا يسمح لأصحاب الطاكسي الدخول إذا كان هناك شجار يا صاحب "الأمانات" ويا صاحب الإضراب إياه)، وعند اقترابي من مقهى الزهور في الطريق لحي القدس اعترض مساري مجموعة شباب يبدو من خلال مظهرهم أنهم طلبة... في البداية اعتقدت أنها حادثة سير لكن سرعان ما أخد هؤلاء في إخراج زبوني من السيارة باستعمال كل وسائل العنف... عدت لأقرب مركز شرطة لأخبر بالواقعة". يجب بهذا يا شهود الزور التمييز بين حدثين: التشاجر داخل كلية الحقوق وجريمة الاغتيال ضد مسؤول طلابي لفصيل طلابي/سياسي أعزل أخرج من طاكسي خارج أسوار الجامعة... وتعرضت جمجمته للضرب بواسطة "طروطوار" من قبل مجموعة طلاب ينتمون لفصيلين طلابيين وسياسيين... آنذاك كانت قطع من الطروطوار مرمية في حاشية طريق "ليراك" في انتظار بداية الأشغال.

 

 

إليكم شيئا يضرب في العمق ما تبقى من مصداقية لديكم... الوثائق التي يروج لها صديقكم، وهي من ملفه في هيئة الإنصاف والمصالحة، تقول بأن أستاذا حمله للمستشفى صباحا... رغم أن الجميع يعلم أن لا شيء وقع صباح ذلك اليوم، وكل المحاضر تثبت أن كل شيء وقع بعد الزوال.... نعم بعد الزوال! من زور الوثائق؟ من قدم شهادات مزورة؟ ولماذا؟

نحن عكسكم تماما، لا نستطيع الجزم في تورط فلان أو علان أو براءته، لأننا بكل بساطة لم نكن هناك في مسرح الجريمة. لكن كل الأشياء تذهب في اتجاه أن صديقكم كان هناك ونقل للمستشفى من هناك، بل كان في نفس غرفة بنعيسى... فهل ستنفون هذا أيضا؟

 

حامي الدين "القاعدي"

سيكون من المخجل جهلكم بما جاء في محضر قضيته الأولى الذي يتضمن إفادته بكونه طالبا قاعديا!!!!؟ فهو "رفيق الشهيد" كما هو الآن "صديق اليساريين"... بل إنه صرح بأنه كان رفقة رفيقيه الدكالي الشرقاوي والخمار بكلية العلوم ووصل إلى علمهم... كذا! (أعرف أن الاسم لا يقول لكم شيئا، لكن إفادة صديقكم ستكون صك اتهام وسجن الأخير وكذا سجن الخمار). في الدول التي تأتيكم منها أشياء عدة يسمى هذا "جريمة النصب على القضاء".

 

قصة الجمجمة المهشمة لبنعيسى

قصة الجمجمة المنتفخة والمهشمة لم يحكها لنا أحد، بل رأيناها جميعا بما فيها نائب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان حاليا... (الشهيد كان عضوا بالجمعية بفاس، وهو من أقنع أغلبنا آنذاك للعمل داخل الجمعية)...!

آيت الجيد قتل من قبل مجموعتين سياسيتين إسلاميتين تتشكل من أكثر من عشرين فردا... وحدها العدالة من تملك صلاحية الإدانة القانونية. أما التاريخ وخارج السياقات السياسية، فسيشهد أن جريمة سياسية وقعت في تاريخ ما قتل فيها يساري من قبل إسلاميين، كان من بينهم من انهالوا بالطروطوار على الضحية بنعيسى ومن تفننوا في جروح عديدة في فخدي ويدي الخمار... التاريخ سيشهد كذلك بأن بعض المنتسبين لـ"يسار بنكيران" حاولوا جاهدين طمس الحقيقة عبر رفض محاكمة شخص بعينه، ولم يفهم عدم حديثهم عن باقي المتهمين في القضية رغم وضعهم التنظيمي الواضح: الانتماء لنفس الحزب واتهامهم بالتهم نفسها.

كنا سنحترمكم لو أنكم دافعتم عن حق المتهم في محاكمة عادلة! لأنه من الأكيد أن له معلومات مهمة من أجل استجلاء الحقيقة. إنه فقط متهم لحدود الآن... قد يبرأ... من يدري؟ لكن لا أحد يجب أن يظل خارج القانون، أليس هذا مطلب الجمعيات الحقوقية والتنظيمات الديمقراطية؟ لكنكم اخترتم الاصطفاف والتخندق في صف متهم، دون الإشارة ولو بشكل عابر لحق مناصري الضحية في معرفة الحقيقة ومعاقبة الجناة... سأذكركم بموقف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لعلكم... بدون لعلكم: "... فإن المكتب المركزي يجدد تشبث الجمعية بالكشف عن الحقيقة الكاملة في ملف اغتياله وفي كافة الملفات والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وتحديد المسؤوليات، ومطالبته بالتطبيق الشامل للعدالة بما يضع حدا لإفلات الجناة المتورطين في ذلك من العقاب، كيفما كانت مراكزهم أو مبرراتهم".

شيء أخير... نتسامح مع عنترياتكم الكرطونية ونغض الطرف عن "مصائبكم"... ونحاول فهم مشاكلكم حتى النفسية منها، لكن في هذا الملف ستجدوننا أمامكم دوما وأبدا... لا تسامح في ملف بنعيسى... نعم هو ملف بنعيسى محمد آيت الجيد!!".