نصاب يوثق لنهاية صلاحية مثل "دير النية وبات مع الحية"

نصاب يوثق لنهاية صلاحية مثل "دير النية وبات مع الحية"
في موروثنا الشعبي الحافل بالأمثلة، هناك الكثير من هذه الأخيرة الذي لو امتد العمر بصانعيها لكانوا في أول صفوف معارضيها حاليا، بل والمطالبين بإنهاء صلاحيتها إلى حيث لا رجعة. ومنها "دير النية وبات مع الحية" الذي انقلب مؤداه الأصلي إلى سبب مضمون لكل ما هو مؤذ وغير محسوب العواقب.

أما باعث هذا التحول فمرده إلى الكم الهائل من حالات الحرج التي يقع ضحيتها "اصحاب النية"، وخاصة من أولئك الذين يكون غرضهم مجرد جلب مصلحة أو دفع ضرر مثلما وقع ليحيى، البالغ 45 سنة، هذا الأسبوع بمدينة الدار البيضاء. وذلك حين دخل إحدى المكتبات لنسخ بعض الوثائق.

وبينما هو في انتظار إنجاز الكتبي لطلبه، كما يقول، طلع شاب بمظهر أنيق وهاتف محترم في اليد اليسرى، ويضم حاملا للبطائق في اليد اليمنى. ومن غير مقدمات ادعى اتصال زوجته به وهو في الطريق إلى البيت تحثه من خلال المكالمة على الاستعجال في جلب حليب اصطناعي من الصيدلية لابنهما، مضيفا بقسمات يغلب عليها التأثر أن الأخير غارق في البكاء ولا تبدو عليه قدرة تحمل المزيد من الصبر.

ويردف هذا الشاب، وفق يحيى، أنه ومن سوء حظه لا يحمل المبلغ الكافي لاقتناء المطلوب. لذلك طلب من المتحدث 50 درهما مقابل تقديم بطاقته الوطنية الموجودة داخل الغلاف عربونا لمدى صدقه من جهة، وسبب ضاغط لضرورة لرد الدين بعد 10 دقائق من جهة ثانية.

وبكل ثقة أو بالأحرى "النية"، يؤكد يحيى، منحه ورقة من فئة 100 درهم لعدم توفره على 50 درهم، وتسلم غلاف الوثائق. إنما الصدمة كانت حين غادر صاحبنا المكتبة وفتح يحيى الغلاف ليجده مملوءا فقط بوصل بنكي وبعض أوراق التأمين ومن غير وجود لأي بطاقة وطنية. وقتها أحس الضحية بحقيقة الفخ الذي وقع فيه، وكلفة ما أبداه من سلوك عفوي لم يعد له محل في قاموس "دير النية وبات مع الحية".