الزميل البقالي يسائل المهنية والإيديولوجية في الصحافة المغربية

الزميل البقالي يسائل المهنية والإيديولوجية في الصحافة المغربية محمد البقالي
ضمن منشورات المعرض الدولي للكتاب والمقام بالدار البيضاء، يوجد كتاب للزميل محمد البقالي مراسل الجزيرة بباريس والصادر بعنوان" سؤال المهنية والأيديولوجية في الصحافة، الحالة المغربية نموذجا" ، بجناح الشبكة العربية للأبحاث.
موضوع الكتاب هو "مجتمع الصحافيين في المغرب"، يقدم فيه الزميل البقالي تحليلا  لمسار العمل الاعلامي والعناصر المؤثرة فيه، بعيدا عن الأحكام المتسرعة التي تمتح من الصور النمطية التي رسمت للصحافيين سواء تلك التي تقدمهم باعتبارهم "أبطال الحقيقة" أو تلك التي تصورهم باعتبارهم "تجارا للكلمة". وقد حاول الزميل البقالي اعتماد مناهج علم الاجتماع ( الذي هو تخصصه الأكاديمي بعد الصحافة) دراسة "الصحافيين المغاربة"، عبر الإجابة على مجموعة من الأسئلة من قبيل: من هم الصحافيون المغاربة؟ وما السياق التنظيمي والمؤسسي لعملهم؟ ما القيم التي يدافعون عنها على المستويين المهني والذاتي ربطًا بالمتغيرات السوسيولوجية؟ ما الأبعاد الرئيسة المشكلة لهويتهم؟ وغيرها. 
ومن خلال الإجابة عن هذه الأسئلة يبحث الكتاب في الخلفيات الكامنة وراء المضامين الإعلامية، ومسارات "التفاوض" الدائمة الذي يخوضها الصحافي عند إنتاج مادته الإعلامية، وهو تفاوض تفرضه بيروقراطية العمل الإعلامي والعلاقة مع مختلف الفاعلين في العملية الإعلامية داخل المؤسّسة وخارجها.
‏‎وينطلق الكتاب من مسلمة مفادها أن أي رسالة إعلامية هي نتاج نشاط جماعي منظم يشترك فيه مجموعة أفراد ينتظمون داخل بنية اجتماعية توفّرها المؤسّسة الإعلامية التي تجمعهم، وأن مسار صناعة الرسالة الإعلامية يتأثر وجوبًا بالسياقات المؤسّسية التي تحكم علاقات الصحافي داخل مؤسّسته: الخط التحريري؛ العلاقات بالرؤساء والزملاء؛ التنشئة الاجتماعية داخل المؤسّسة؛ كما أنه يخضع لعلاقة الصحافي بمختلف الفاعلين الآخرين في بنيات أُخرى مضادة أو شريكة (مراكز السلطة والمال، الجمهور المتلقّي، المُعلِنون، بقية وسائل الإعلام المنافسة...)، ويتأثر أيضًا بالتجربة الشخصية لكل واحد من المساهمين في صناعة هذا المسار أي الصحافيين أنفسهم، وبالقِيَم التي يحملونها وبرؤيتهم الافتراضية لدورهم في المجتمع.