دورة بنسليمان تتدارس شراكة مع مشروع وهمي اسمه "الكولف"

دورة بنسليمان تتدارس شراكة مع مشروع وهمي اسمه "الكولف" محمد جديرة رئيس بلدية بنسليمان مع مشهد من ملعب للكولف

الرئيس الحالي لبلدية بنسليمان يتعرض باستمرار لوابل من الانتقادات، كونه يتحمل مسؤولية جسيمة، وكأنه يلبس "جلبابا" أكبر منه، لكون هذه المسؤولية تتطلب المستوى الثقافي المناسب لها والتمرس المعرفي على مستوى الدراية بالتسيير الإداري والمالي والعلاقات و.. و.. و... لكن حينما نجد مسؤولا من هذا الصنف في وضع يشعر فيه يوميا بالإحراج، فهو المؤشر الحقيقي للفشل.. ذلك ما ينطبق على محمد جديرة، القادم من التجارة بالأسواق الأسبوعية إلى رئاسة بلدية ميزانيتها مئات الملايين من السنتيمات وتنميتها تعانق المعاناة...

 

كان لابد من هذه الديباجة، لأن تسيير الشأن المحلي ببلادنا يعاني من العديد من الاختلالات، وفي مقدمتها تهميش الكفاءات ومنح فرص التسيير لمحترفي الانتخابات، كما هو شأن بلدية بنسليمان.  وما وقع بدورة فبراير 2019، يبقى نموذجا صارخا للتحدث عن أمور لا تخدم بأي شكل من الأشكال المجال التنموي للمدينة. ومن النقط الذي يجب فتح تحقيق فيها من طرف الوزارة الوصية (وزارة الداخلية)، موضوع النقطة الثانية المبرمجة في هذه الدورة، والتي تقول بالحرف "الدراسة والمصادقة على اتفاقية شراكة بين جماعة بنسليمان وشركة تنمية وتوسيع كولف بنسليمان". والكل يعلم أن تركة كولف بنسليمان تمت تصفيتها بشكل نهائي قبل تسع سنوات، وتحولت إلى مشروع عقاري يحمل اسم "شمس المدينة"، وهو في ملكية المالك السابق للكولف، الذي توفي؛ ومباشرة بعد وفاته قرر ورثته "محو" الكولف وتحويله إلى مشروع ضخم للعقار (فيلات، شقق سكنية، محلات تجارية، مرافق عمومية..). وكان العديد من المسؤولين، السابقين بشكل خاص، عملوا على "مسح" الكولف الذي عاش أزهى أيامه في عهد إدريس البصري، الذي كان يشرف شخصيا على منافسات دولية بمسالك كولف بنسليمان حيث كان يتسع لحوالي 35 هكتارا..

 

فالشراكة المذكورة تتحدث عن مشروع لم يعد موجودا وبشكل قطعي؛ فما السر في مواصلة شركة تشرف على مشروع لم يعد مسجلا إلا في تاريخ هذه المدينة؟ وما الغاية من هذه الشراكة؟ وما هي بنودها الأساسية؟

 

إن هذا الإشكال أصبح حديث الرأي العام بمدينة بنسليمان، والعديد من الجمعيات ستصدر بيانا استنكاريا لما يحدث من اختلالات هدفها خدمة أجندة معينة.

 

تجدر الإشارة في الأخير أن المشروع السكني الذي حل محل فضاءات الكولف تم إعفاؤه خلال دورة عادية في السنة الماضية من واجبات ضريبية حددت في 900 مليون سنتيم؛ وما زالت علامات الاستفهام موضوعة إلى اليوم عن دواعي هذا الإعفاء.