اثلاثي: على السعودية أن تستحضر أن المغرب قوة إقليمية لها استراتيجيتها

اثلاثي: على السعودية أن تستحضر أن المغرب قوة إقليمية لها استراتيجيتها طارق اثلاثي

قال طارق اثلاثي، رئيس المركز المغربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، في تصريح لقناة "فرانس 24"، تعليقا على الأزمة غير المعلنة بين المغرب والسعودية، إن ما يجري يكشف عن توجه جديد للمملكة المغربية يرتبط بالسياق الإقليمي والدولي، والسعودية هي جزء من هذا التوجه. وبالتالي فاستدعاء سفير المملكة المغربية بالرياض -يضيف اثلاثي- جاء من أجل التشاور لتقييم تواجد المغرب في التحالف العربي، وعليه فاتخاذ هذا القرار بني على موقف سيادي.

 

وجوابا عن سؤال لـ "فرانس 24"، يهم غياب أي بلاغ لوزارة الخارجية المغربية في الموضوع، قال اثلاثي: "ليس هناك أي بلاغ رسمي من المملكتين، ونحن نتحدث عن تفكيك وتحليل معطيات إعلامية من هذا الجانب والجانب الآخر.."؛ مضيفا بأنه في التوجه الاستراتيجي للمملكة المغربية، هناك إعادة نظر وتقييم لمجموعة من الأمور المرتبطة بالمنظومة برمتها إقليميا ودوليا.. مشيرا بأن مشاركة المملكة المغربية في الحرب على اليمن تم في سياق معين، ولها كامل السيادة في إعادة تقييم سياستها على الصعيد الإقليمي.

 

وفي ما يتعلق بتقرير قناة "العربية" الذي حمل دعاية مجانية للانفصاليين على حساب الوحدة الترابية للمغرب، قال اثلاثي: إن التقارير الإعلامية لن تؤثر على العلاقات بين البلدين. مضيفا بأن قناة "العربية" ليست قناة رسمية للمملكة العربية السعودية، بل هي قناة خاصة حاولت تحريف المسار في رمشة عين -حسب تعبيره-؛ مؤكدا أن مستوى العلاقات بين البلدين لن ينبطح أمام مثل هذه التقارير؛ كما استحضر أيضا موقف مجلس التعاون الخليجي في الأيام القليلة الماضية، والذي أكده دعمه للوحدة الترابية للمملكة المغربية؛ داعيا إلى عدم إعطاء التقرير المشار إليه أكثر من حجمه، لأنه لن يؤثر على العلاقات المغربية-السعودية، لأنها علاقات ثابتة بجذورها التاريخية وليست مرتبطة بشخص أو أشخاص أو بتيارات. فالثابت يظل ثابتا وإن تحول السياق.. وهذا السياق يفرض اتخاذ بعض المواقف ذات الأبعاد الدولية حفاظا على سيادة كل بلد.

 

وأوضح اثلاثي أن المملكة المغربية هي قوة إقليمية اليوم، وهي أيضا لها توجهاتها الاستراتيجية؛ مقدما مثال حضورها في الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية. بمعنى أن المملكة المغربية –يضيف- ليست بالبلد العادي، ولكن لها تصوراتها وأبعادها. كما استحضر اثلاثي خطاب الملك محمد السادس الموجه إلى الجزائر، والذي يدخل أيضا في إطار تجديد منظومة علاقاته الدبلوماسية في ظل سياق جديد.