عاجل إلى وزراء العدل والصحة والأوقاف والثقافة، قبل أن يصبح الدجل والوهم أمرا مألوفا!

عاجل إلى وزراء العدل والصحة والأوقاف والثقافة، قبل أن يصبح الدجل والوهم أمرا مألوفا! عدنان الجزولي، و ملصق الدورة الكوينية في ما يسمى الرقية الشرعية بطنجة
طرح عدنان الجزولي 3 أسئلة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك بخصوص ملصق (دورة تكوينية في علوم الرقية الشرعية التي ستقام بمدينة طنجة أيام 15 و 16 و 17 فبراير 2019 )، مستغربا عن ( ما هذا ؟ إلى أين نحن ذاهبون ؟ أين صوت العقل أمام هذا المد الجاهلي ؟ ).
جريدة "أنفاس بريس" تتبعت التعاليق التي تفاعلت مع أسئلة الجزولي، تتقاسمها مع القراء تعميما للفائدة:
إنها "انتكاسة الفكر"، هكذا لخص أحد المعلقين تدخله، ليرد عليه آخر بالقول: "ما زال العاطي يعطي حتى تولي وزارة الصحة شريك رسمي لمثل هذا النصاب"، في إشارة إلى الصمت المطبق التي تنهجه وزارة الصحة اتجاه هكذا أفعال وسلوكات. وعزز تعليق أحد المدونين ما ذهب إليه صديقه قائلا: " لقد امتلأت البلاد بالدجالين والمنتحلي الصفات".
وفي نفس السياق أوضح متدخل آخر أن "ما يجري يشير إلى إفلاس عميق ليس فقط للمدرسة المغربية ولكن أيضا إلى أفول العقل وانسداد الآفاق والهروب الفردي والجماعي إلى الماورائيات المتخلفة والخرافية.. ..يا له من زمن "، ووصف فايسبوكي آخر الملف بـ "تقنيات و مناهج تكريس القهر و العبودية بالدجل و الخرافة والوهم .. ذاهبون إلى العدم".
وعلق أحد المدونين واضعا أصبعه على مكمن الداء بالقول: " نحن نعيش حصاد ما زرعته الوهابية والإخوانية، زمن الستينات والسبعينات، حتى تحولت ثقافة الجهل والاستبداد الديني إلى قوة مادية تترسخ بالتدريج في لاشعورنا ومخيالنا الجمعي ولذلك فهي تجد في كل مرة آليات التجدد وهنا مكمن الخطورة. فالوهم والاسترزاق تحول إلى حقيقة ويقين في غياب الوعي النقدي.."، وبحسرة مؤلمة جاء تعليق فايسبوكي ليؤكد بأن "البلاد سائرة إلى الانهيار الفكري.... لأن العثماني فقيه نفساني هههه باغي يرد لبلاد كلها دجالين".
وعدد تعليق أحد المدونين أسباب الفشل المتنوع والمختلف بدأ من "فشل التعليم، وفشل القائمين على الشأن الديني، وفشل الإعلام.... هذه الظواهر المتخلفة هي حصاد، لما زرعته الدولة منذ عقود.."، وباستغراب حملت تدوينة أخرى جرح هذا الإنهيار الذي يحاصر بوابة أوروبا" للأسف الشديد بمدينة طنجة......بالفعل يريدون إحكام السيطرة على الشعب بالسحر و المعتقدات الدينية...طنجة، مدينة الثقافة و التلاقح الفكري و الإنساني الواعي تتحول لترويج السذاجة و السوقية".
واعتبرت تدوينة أحد أصدقاء عدنان الجزولي أن "التربة خصبة، والغطاء السياسي يتكفل به من يحكمون البلاد، العدالة والتنمية + وزارة الأوقاف....هؤلاء من يرخصون لهذه الأنشطة ومنتسبيهم هم الجمهور المستهدف من طرف مثل هذه الأنشطة...المشرفون على مثل هذه الخزعبلات ليسوا أبناء المدرسة العمومية ... إنهم نتاج لتكوين مواز نَشِطَ أصحابه عبر جمعيات موازية للأصولية، واجتهد بعضهم في الإرتماء في أحضان التمويلات الأصولية وكونوا لأنفسهم مصادر (محترمة ـ للرزق ـ الحلال).
لا بد من توقيف مثل هذه الأنشطة التي تخرب ما تبقى من مجهود المدرسة العمومية.. لكني أشك! لأن المسؤولين مطمئنين إلى فعالية هذه الأمور في ضمان وصايتهم وحجرهم على العقول، مادام في ذلك استقرار الكتلة الناخبة التي بها يشرعنون بقائهم في السلطة.."
في نفس الإطار تحدثت تدوينة أخرى، عن مسألة التخطبط لـ "شرعنة وتأسيس لثقافة الخرافة في المجتمع، كان على الدولة أن تضرب بيد من حديد على هؤلاء الذين يريدون استغلال شريحة واسعة من الشعب المغربي عبر نشر الخرافة.. يتحدثون الآن عن رابطة الرقاة و عن أكاديمية للتكوين، و هذا أمر طبيعي بعد تصريح وزير الأوقاف بنيته في تنظيم -العلاج- بالرقية و هذا بمثابة ضوء أخضر للنصابين المتحايلين أن أفعلوا ما تشاؤون" .
وكانت أقوى تدوينة هي التي تحدث فيه أحد المدونين مع عدنان الجزولي بالقول : " صديقي العزيز عدنان و الله تحشمت نعلق علانية على مول الرقية الشرعية...هذا الجاهل نصاب.... اذا لم تمنعه السَّلطات المعنية بسبب مسه بأسس الدولة المغربية دستورا و قانونا دينا و خلقا... فهي متواطئة و مشجعة للدعارة الدينية تحت غطاء و حجاب البحث الشرعي عن كيفية نهش أجساد المغربيات بمقابل يؤدى مسبقا.". واعتبر نفس المدون في تعليقه أن "هذا الجاهل شجعته إذاعات التضبيع و التجهيل و تساهل المؤسسات المختصة بالوقاية من الجريمة و محاربتها وًخاصة الاتجار في البشر..." وطالب في ختام تعليقه "بتحريك الجمعيات الحقوقية المرابطة في المكان من أجل تقديم شكاية أو إقامة دعوى فضائية استعجالية لمنع الندوة لأنها تحرض على التمييز بين النساء و تحط من كرامتهن ...و تدعو ضمنيا إلى كراهية غير المحجبات و إقصائهن." وأكد في ختام تعليقه على ضرورة " تحريك النيابة العامة و إحراج المجلس العلمي لدرء الكارثة حتى لا تصبح أمرا مألوفا...وصل السيل الزبى".