عبدالوهاب دبيش: التدين المغربي طمسته الدولة بتشجيعها لشرذمة من سفلة تجار الدين

عبدالوهاب دبيش: التدين المغربي طمسته الدولة بتشجيعها لشرذمة من سفلة تجار الدين عبدالوهاب دبيش؛ وضع الأصبع على الجرح في باب التدين
دعرفت فيما علمت أن المغاربة منذ عصور الموحدين والمرينيين اعتادوا اداء صلواتهم بإسدال اليدين عِوَض قبطهما..
ورأيت فيما أعرف ان المغاربة كانوا ينتهون من صلوات تراويح رمضان يوم السادس والعشرين بدا اليوم الاول والثاني من شهر شوال..
وعاينت فيما اعرف انهم لم يبالغوا فيها مثلما وصل الحال فيها حيث أضحت جنبات الطرق والعمارات عبارة عن قياطين تجمعات لأداء صلاة التراويح في شهر رمضان..
وعلمت فيما عاينت وشاهدت ان لا احد من مؤديها لم يكن من رواد المسجد من الفجر الى العشاء الى حين مجيء الاسلام الوهابي السعودي الى المغرب عبر بوابته التوحيد والإصلاح وحزبها الاسلامي العدالةًوالتنمية
وعرفت ان أزقتنا كانت خالية من الذين يبيعون شرائط القرّاء السعوديين الا من سماع الحزب الراتب في مساجدنا بعد صلاتي الصبح والمغرب واشهد انها شبه منقرضة ومغيبة من مساجد البادية بحجة ان  طقسها لم يكن له وجود زمن النبي.. 
وعلمت فيما عرفت ان الدعوة الى الدين لم تكن من مهمة الناس بل هي مهمة الأبوين الذين كانوا يربون ابناءهم على تعلمها من خلال ما يتعلمونه في بيوتهم وليس في المدارس التي كانت مهمتها تلقين المعرفة العلمية بلغاتها الحية وقد تكون العربية اخر اللغات المستخدمة في تعليمها..
ورأت عيناي المحضر من جموع الاطفال يحفظون القران في المساجد بعد صلاتي الصبح والظهر ولا مكان لما يعرف بالكتاتيب القرانية في المنازل والمآرب والقبلات حتى جاءتنا وهابية ال سعود عبر اجنحة دعاتها المؤسسون لفروعها في العدالة والتنمية..
وكل هذا وكأني بالمغاربة بجميع اثنياتهم كانوا كفارا او من عقيدة غير إسلامية... 
لم ينتشر التشيع ولا التسنن على شاكلة أهل المشرق الا بعد ان ساهمت الدولة بتشجيع هذه الشرذمة من سفلة تجار الدين ان تنشر سموم فكرها الديني الرديء والمتخلف بين عموم المغاربة..
أيها المنافقون وتجار الدين  لقد اكد المغاربة بالملموس عبر تاريخهم ان من اراد ان يبلغ مراتب العفة والزهد والتعبد لله ان ينزوي عن أنظار الناس وان حدثتهم عن أمور الدين قالوا لهم قولا يعرفونه كما يعرفون انفسهم ولاجل ذلك اعلموا انكم اخر من يعرف المغاربة كيف يتعاملون وكيف يتعبدون فقد سبقوكم اسيادكم النظامين وانجزوا محفوظاتهم ولقنوها طلابهم وهي متداولة ومحفوظة في صدورهم لها ما للقران الكريم من ملكة الحفظ فلا تنتشوا بنصر غير مقنع وانكم والله ما أضحيتم بدعواتهم ،غير مسخرة ما بعدها مسخرة.