لعنة الفكاهة والسخرية تصيب انتخابات الرئاسة بالجزائر، ومرشحون يدعون أن الوحي نزل عليهم

لعنة الفكاهة والسخرية تصيب انتخابات الرئاسة بالجزائر، ومرشحون يدعون أن الوحي نزل عليهم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة (أرشيف)

العديد من المواقع الجزائرية تعرف هذه الأيام ظاهرة غريبة، وتتمثل في تفاعل روادها مع الطابع الهزلي لسباق انتخابات الرئاسة المقررة بالجزائر في 18 أبريل 2019، بعد تصدر المشهد مترشحون وصفوا بـ "غريبي الأطوار" بدل البرامج.

 

هذا والتهبت منصات التواصل الاجتماعي في الجزائر بفيديوهات وتصريحات غريبة لشخصيات تعتزم الترشح للرئاسيات المقبلة، بعد أن تحولوا لمصدر للفكاهة والسخرية.

 

واصطفت عدسات الكاميرات لمختلف القنوات التلفزيونية الخاصة، أمام مقر وزارة الداخلية، بالعاصمة، لنقل تصريحات الراغبين في دخول السباق نحو القصر الرئاسي المعروف بـ "المرادية". كما خصصت مختلف وسائل الإعلام المحلية حيزاً هاماً لتصريحات المتقدمين للترشح للرئاسيات وعالجتها في طابع كوميدي ساخر.

 

هكذا نجد موقع «كل شيء عن الجزائر»، في نسخته الناطقة بالفرنسية على الظاهرة، يعلق بـ "من هؤلاء المترشحون غريبو الأطوار". وذكر المقال أن مقر وزارة الداخلية، بالعاصمة، عرف توافد العشرات من الراغبين في الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، لكن اللافت أن لا أحد يعرف هؤلاء المترشحين.

 

ومن التصريحات التي تم مشاركتها على نطاق واسع، قول أحد المترشحين إن «الجزائر هي قلب العالم، وسيجعلها أقوى من أمريكا»، مشيراً إلى أنه مهندس ولديه مشروع لصناعة طائرة ذات أجنحة من طين.

 

كما فاجأ أحد الراغبين في الترشح ويدعى السعيد عمامرة، عدسات الكاميرات، بقوله إنه رئيس مجلس الأمن العالمي، ومعنى ذلك قائد القوات العالمية. وزعم أنه في يناير 2017، نظمت مظاهرة لصالحه في الولايات المتحدة، طالبت بتنحية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتنصيبه (السعيد عمامرة) رئيساً للولايات المتحدة.

 

وقال عسكري متقاعد بعد سحبه استمارات التوقيعات من مقر وزارة الداخلية، إنه لو نجح في الانتخابات "سيقيم وعدة (وليمة) لكامل الشعب الجزائري عبر محافظات البلاد الـ 48".

 

وزعم أحد الراغبين في الترشح لمنصب رئيس الجزائر أن الوحي ينزل عليه في كل مرة، ويترجم ذلك في مقترحات يقدمها لرئاسة الجمهورية، كونه على تواصل دائم مع الرئيس، وتقوم الرئاسة بتطبيقها على أرض الواقع.

 

واصطحب واحد من المترشحين غريبي الأطوار كل أفراد عائلته إلى مقر وزارة الداخلية، بمن فيهم الأطفال الصغار، وصرح للصحفيين بأنه لأول مرة تترشح عائلة بكاملها للانتخابات الرئاسية وسط دهشة الحاضرين.

 

هذا وعلق حفيظ دراجي، الإعلامي الرياضي الجزائري المقيم بقطر، على الظاهرة بالقول إن التغطية الفلكلورية لعملية سحب استمارات الترشح للرئاسيات فيها "استهبال مبرمج". وذكر دراجي، في تغريدة له على شبكة «تويتر» أن الظاهرة «فيها تشويه لسمعة البلاد وشعبها، مقابل تلميع صورة فخامته (الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة) من خلال إبراز النماذج السيئة لترسيخ فكرة أنه لا بديل لبوتفليقة".