كريم مولاي: في سياق رئاسيات الجزائر.. بوتفليقة يريد أن يموت رئيسا

كريم مولاي: في سياق رئاسيات الجزائر.. بوتفليقة  يريد أن يموت رئيسا كريم مولاي
كما كان متوقعا، فقد دعت الرئاسة الجزائرية إلى الاستعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة في أبريل المقبل، منهية بذلك جدلا تردد في الأسابيع الأخيرة عن تأجيل لهذه الانتخابات إلى ما بعد توافق على خريطة للإصلاح بين جناحي المولاة والمعارضة.
لا شيء يبدو انه تغير في حسابات السلطات التنفيذية، فعقارب ساعتها لا تسير إلى الوراء، ولا تعبا بالمنادين على هامش الطريق بالإصلاح.
وإذا كان رئيس العصابة المقعد منذ خمسة أعوام لم يكشف بعد عما إذا كان يريد الترشح لولاية خامسة أم لا، فان الرسالة تبدو واضحة من عنوانها، أي أن الرجل ومن معه قد اخذوا على عاتقهم السير قدما في طريق من أنجاه واحد لا عودة فيه إلى الوراء. هذا الطريق حدده بوتفليقة في أول أيّام مجيئه إلى قصر المرادية، إنه يريد أن يموت رئيسا، وأن تقام له جنازة رئاسية تضاهي جنازة العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني..
طبعا من حق الرئيس الميت على كرسيه أن يستمر في حلمه، ومن حق من حوله من بطانة أدمنت السلطة والفساد، أن يفكروا بالطريقة التي يرونها صالحة لهم، وان يبحثوا عن رعاية أجنبية من فرنسا أو الولايات المتحدة أو الصين أو حتى روسيا التي أسالت ولا تزال تسيل دما سوريا غزيرا من اجل استعادة مجدها في مواجهة الولايات المتحدة، لكن ما يجب عليهم أن يعلموه ويحفظوه عن ظهر قلب أن أعمار الخونة والعملاء قصيرة، وان المصالح لا تدوم، وان الشعوب دوما هي الأبقى..
لا احتاج لتأكيد هذا المعنى كثير عناء، فتاريخ الحركة الوطنية الجزائرية خير دليل، وثورات الشعوب العربية التي تقض مضاجع الطغاة في شرق وطننا العربي وغربه، تؤكد أن التاريخ يتغير، وان دوام الحال من المحال.
ربما دار في خلد حاشية الرئيس أن الجزائريين يخشون عودة الفوضى، وان ذكرى العشرية السوداء تلقي بظلالها على الجزائر، وعلى أَهلها، ولذلك حدثوا أنفسهم بالعهدة الخامسة، وهذه مغامرة اعتقد أن مهندسيها لم تبلغ أسماعهم صرخات الشعوب العربية المنادية بالحرية والكرامة ولا أنين الشباب الجرائر ي وهو يقاوم أمواج المتوسط الهائجة وهو في الطريق إلى الشمال بحثا عن كرامة مفقودة.. فحذار ي من غضب الشعب الجزائري.
كريم مولاي، ضابط سابق في المخابرات الجزائرية