عزيز الدروش: هكذا يعيش حزب "الكتاب" على إيقاع وزيعة القرابة العائلية والمصاهرة

عزيز الدروش: هكذا يعيش حزب "الكتاب" على إيقاع وزيعة القرابة العائلية والمصاهرة عزيز الدروش

تحالف التقدم والاشتراكية مع "البيجيدي" هو في الأصل تحالف بين عائلتي نبيل بنعبد الله وإسماعيل العلوي وأصهارهما مع العدالة والتنمية، وهو قمة التناقض بدليل أن الوثيقة السياسية لحزب الكتاب، حسمت في طبيعة تحالفاته، إذ تنص على أن التحالف لا يكون إلا مع أحزاب اليسار، وأن الإسلاميين خط أحمر!؟

لكن، من أجل الحصول على المناصب، والاستفادة من الامتيازات، هرول نبيل بنعبد الله للتحالف مع العدالة والتنمية، بل تمسك بهذا التحالف حتى في اللحظات الحرجة التي هزت حكومة بنكيران بعد انسحاب الاستقلال. وبالتالي فأكبر مستفيد من التحالف مع العدالة والتنمية ليس حزب التقدم الاشتراكية، بل العائلات التي تتحكم فيه، وهي بنعبد الله وإسماعيل العلوي والصقلي والوردي والصبيحي والمعمري والدكالي؛ إذ تربطهم جميعا علاقات مصاهرة.. والنتيجة هي احتكار كعكة المناصب، وحرمان المناضلين الحقيقيين منها. كما أن حزب المصباح منح لحزب الكتاب أكثر من حجمه من حيث المناصب الوزارية، لكن خلال الانتخابات التشريعية لـ 2016، تداركت العدالة والتنمية  الأمر، وحصدت ثمار هذا التحالف، في حين مني حزب علي يعتة بهزيمة قاسية، وحصل على مقاعد معدودة تسيء لتاريخه.

وبخصوص المناصب أذكر أنه في لائحة الشباب والنساء خلال الانتخابات التشريعية لـ 2011، اعتمد الحزب المنهجية الديمقراطية والتصويت السري لاختيار أعضاء اللائحة وترتيبهم، لكن في انتخابات 2016، تراجع بنعبد الله عن المنهجية الديمقراطية واعتمد منطق الولاء والتبعية، وكانت من أكبر المستفيدين منها ثريا الصقلي، التي التحقت حديثا بالحزب، وصارت لها حظوة كبيرة، بحكم علاقة مصاهرة التي  تجمعها بإسماعيل العلوي، إضافة إلى ابنة القيادي الاتحادي الراحل أحمد الزايدي، التي التحقت صباحا بالحزب، وفي الزوال عينت في لائحة النساء، رغم أن تيارها الذي انضم للحزب لم يقدم أي إضافة جديدة.

وهكذا صارت المناصب حكرا على هذه العائلات.. فأنس الدكالي الذي كان مديرا لوكالة إنعاش الشغل، وبعد إعفاء الحسين الوردي من وزارة الصحة عين بدله، كما تم منح سعيد فكاك الابن النجيب لنبيل بعبد الله، منصب مدير جمعية الأعمال الاجتماعية لوزارة الصحة، في حين وزع الباقون على الدواوين الوزارية ومناصب الكتاب العامين، رغم أن أغلبهم لا وزن لهم سياسيا وتنظيما، وغير قادرين على تأطير فرع محلي، فبالأحرى امتلاك الجرأة للترشح للانتخابات المحلية والبرلمانية؟!!

- عزيز الدروش، قيادي بحزب التقدم والاشتراكية والمرشح للأمانة العامة للحزب