عبد المجيد مومر: "العدالة والتنمية" وكْلاَشْ "الحجاج الثقفي"!

عبد المجيد مومر: "العدالة والتنمية" وكْلاَشْ "الحجاج الثقفي"! عبد المجيد مومر (يمينا) والبيجيدي خالد البوقرعي

"يا أهل الشقاق والنفاق، ويا عشاق المولان روج ومساوئ الأخلاق، إني أرى أقنعة الكذب والاسترزاق قد تكاثرت وحان زمن إسقاطها"، عن الحجاج الثقفي بتصرف.

نطق خالد البوقرعي، القيادي داخل تنظيم العدالة والتنمية، برواية هُلامية يزعم فيها أن أعداء حزب العدالة والتنمية ينقسمون إلى فئة يسار المزاليط أو الجمهوريون السابقون، وفئة الأغنياء الأثرياء. وأضاف في سياق وصفه لهذه الفئات أنها فئران تخرج من جحورها قصد محاربة تنظيم العدالة والتنمية صاحب اليد النظيفة.

هكذا نطق خالد البوقرعي بلسان المظلومية المزعومة، كي ينقل إلى أسماعنا جديد حَالَتِهم في المغرب، والتي يُشَبِّهُهَا بحالة إخوانهم  في دولة مصر الشقيقة.

وأمام هول ما سمعت من خالد، خادم بنكيران المطيع، أجبته ساخراً: بكل تأكيد.. إن الشيطان قد صدق وهو كذوب، وبالتالي فإن ما يقع لكم بالمغرب وما تحصلون عليه من "مِنْحَةٍ" داخل مؤسسات الدولة المغربية  يُشْبِهُ "مِحْنَةَ" إخوانكم بعد واقعة ميدان رابعة بمصر الشقيقة.. هههههه ...!

وهكذا وَجَبَ على من حَضَر نَقْلَ ما سيأتي من خَبَر؛ إن دور المعزول يُمَثِّلُهُ بنكيران، وأنَّ الشاطر هو العثماني، وأن الرميد هو البلطجي، وأن يتيم هو العريان، وأن الريسوني بعد حصوله مؤخراً على ترقية إلى رتبة رئيس الاتحاد العالمي لعلماء الإسلام السياسي، ربما ينتظر مكافأة من التنظيم العالمي للإخوان عبر إلحاقه مرشدًا فوق العادة بدلاً عن محمد بديع الغارق في سجون المتابعات القضائية بِتُهَم خيانة الوطن.

يا خالد.. أَلَا أخبرك بكلمات تساعدك على فهم نفاق حِزْبِكُم الأَقْرَع الذي أيْنَما شَجَجْتَ رأسَهُ، شَقَقْتَهُ ثم انهَمَر دَمُهُ، كما يقول المثل الشعبي المغربي؟!

يا خالد ويا أهل عشيرة خالد الكهنوتية:

أنتم الحاملون لِمَايْكاتِ الكذب السياسوي فوق أعالي  كراسي البرلمان، وأنتم المُبْحِرون في محيط أجور وامتيازات الريع التي تُقَدَّرُ قيمة صرف دراهِمِهَا بما يفوق ألاف الجنيهات من العملة المصرية..

أنتم تتقاسمون غنائم الاستوزار وكعكة الجهات والجماعات المحلية والتعيينات في المناصب السامية.. أنتم تمزحون وتقهقهون، وإخوانكم الذين تنكرتم لهم بحزب "العدالة والحرية" في مصر يعيشون هول صاعقة الشتات ويتقاسمون سنين العقوبات بين المؤبد والإعدام.

فلا بأس؛ قوموا بنفي أي ارتباط لكم بتنظيم الإخوان العالمي، وتنكروا لزيارات "الأخوة" المتبادلة وعلى رأسها زيارة شَيخِكُم السَّبَهْلَل يوسف القرضاوي؟!

إحرقوا كتب حسن البنا وتلامذته، بل أَوْقِدُوا نارًا ملتهبة وارموا فيها تواصيل استلام ذاك الركام الهائل من الكتب والمراجع التنظيرية التي كنتم تطرحونها للبيع من داخل المعرض الدولي للكتاب إلى تلك المُمَدَّدَة على أرصفة الطرقات بالمدن المغربية.

هيَّا.. هَيَّا.. لا تَتَرَدَّدوا في تبيان وتبيين مظاهر الجحود لشيوخ عشيرتكم المَشْرِقِيِّين وفتاويهم المارقة، أولئك المُتَفَيْقِهون الذين ملأوا عقولكم بالدعوة المزعومة والصحوة المسمومة، مع التبشير بدولة خلافة تملأ أرض الإخوان من المحيط إلى باكستان، تملؤها بالنفاق السياسي والمروق المذهبي والشتات الروحي الذي يُزْهِق الأرواح ويَهدِم العمران ويَرْدِمُ أساس البنيان.

هيَ هَذِهِ عادتكم السِّرِّيَّة في العمل بمنطق أكل الغلة وتحريف الملة، والتنكر لكلِّ ما من شأنه أن يمنع عنكم حب المال ورعشة الجلوس فوق كرسي السلطة. حتى لو تعلق الأمر بإخوانكم في المشرق، إخوانكم الذين عَلَّمُوكم هذا السحر: سحر التدين السياسي الذي ليس له قرين. فَمِثْلَ بَاطِل سحرة فرعون الذين أرادوا ترهيب موسى بسحر العِصِيِّ التي تتحول إلى أفاعي لادغة، نجد مرتزقة الإسلام السياسي يتنكرون لكل شيء بِحُجَج واهية وبراهين غير دامغة.

ورغم أن خدام تنظيم العدالة والتنمية قد جاؤونا بسحر التدين السياسي المبين وتنكروا لِسَحَرَتِهُم الأَوَّلين، وادَّعوا كذلك نظافة اليد بالحديث عن فيلا "دارت"، وعن ديمقراطية التعويض.. فإن المغربيات والمغاربة يعلمون -علم اليقين- بأن جماعة اللاَّتوحيد واللاَّإصلاح ومعها ذراعها السياسي تنظيم العدالة والتنمية هم من يقودون الحكومة المغربية ويستفيدون من غنائم تحالفاتها البرلمانية والجماعية.

 بل.. نجد أن بنات  الصحوة الدينية المزعومة شرعوا في خلع الحجاب بعد انتهاء عِفَّةِ صلاحيتِه، وأن أبناء نفس الصحوة باتوا يثمنون ضمن بياناتهم الحزبية والشبيبية مختلف السياسات الحكومية اللاشعبية التي تستهدف القوت اليومي للمغربيات والمغاربة، بينما هم يتلذذون في نعيم التعويضات والمعاشات والامتيازات من ميزانية الدولة المغربية.

يا خالد ويا عشيرة خالد الكهنوتية:

قلنا لكم -مراراً وتكراراً- إن الواجب الوطني يفرض على تنظيم العدالة والتنمية الذراع السياسوي لحركة التوحيد والإصلاح، الإعلان عن صريح البراء من عقد الولاء لبيعة ميثاق جماعة "اللاَّتوحيد واللاَّإصلاح" وأهدافها المُعلن عنها سابقا ضمن ميثاق الجماعة، حيث يعتبر أصلُ الميثاق أن أجمع أهداف حركة التوحيد هو "إقامة الدين" -رغم مظاهر المراجعات الناسخة- وعنه تتفرع سائر الأهداف المُخطط لها ضمن برتوكولات الجماعة؛ من إقامة الدين على مستوى الفرد، والأسرة والمجتمع والدولة والأمة؟!

ولعل صيغة هذه الإقامة/ القيامة نجد أسسها النظرية مطابقة لخطة حسن البنا مؤسس جماعة "الإخوان" بمصر الشقيقة. وفي رسالته العالمية المُسَمَّاة: بين الأمس واليوم؛ يُعَرِّفُ المُسَمَّى قيد حياته حسن البنا نَكِرات الجماعة بما يلي: "أيها الإخوان: أنتم لَسْتُم جمعية خيرية، ولا حزباً سياسياً، ولا هيئة موضعية الأغراض محدودة المقاصد!"

يا خالد.. ويا عشيرة خالد الكهنوتية:

إن كيفية الجمع بين الضد ونقيضه تظل سؤالا فلسفيا يصعب تقديم الجواب الكافي الشافي حول مَاهِيَّتِهِ وجَوْهَرِهِ والغاية من هذا الجمع غير المجموع، وأخص بالذكر التحالف الحكومي الذي يجمع بين  دعاة الكهنوت ولوبي الذومالية المُتَوَحِّشَة وفلول الشيوعية والاشتراكية الشعبوية.

وبالتالي سنكتفي بطرح سؤال آخر ينطلق من محاولاتنا البسيطة لمعرفة اسم وماركة هذا اللِّصَاق الفعال، هذه "الكُولَة" السحرية العجيبة التي تضمن لَصْقَ تناقضات أغلبيتكم البرلمانية المُشَرِّعَة.

وسيبقى جوابنا الخالد أن هذا التحالف الحكومي الهجين سيستمر قائما بنفس البرنامج الحكومي الفاشل، لأَنَّكم تُحبون كراسي السلطة حُبًّا جَمًّا، وتأكلون غنائم الاستوزار أَكْلاً لَمًّا.. سيستمر شِقاقكم ونِفاقكم مع حلفائكم داخل نفس الحكومة لأنكم مخلصون لتيمة الجبن السياسوي، ولأنَّكم عاجزون على تقديم استقالتكم والخروج من نعيم الملذات الحكومية لمواجهة جحيم المحاسبة الشعبية التي لا مفر منها !

ولأنَّ المناسبة شرط، فإني أقترح على البرلماني خالد البوقرعي مساءلة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبر التحلي بالشجاعة والقوة اللازمة أمام وصاية شيوخه الكبار، وذلك لاستفساره عن مضامين التقرير الأسود حول فضائح التعمير والعقار الذي تَسَلَّمَه رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني أثناء زيارة سابقة قام بها لمدينة سطات، ولم يُفَعِّل بعدها صلاحياته واختصاصاته لكي يأخذ التحقيق مجراه الطبيعي.

وحيث أنَّ القاعدة الفقهية تفيد كل جاهل ناكر بأنَّ: "البَيِّنَة عَلَى مَن ادَّعَى وَاليَمِين عَلَى مَنْ أَنْكَرَ"، فإني ألتمس من خالد البوقرعي -إن كان فعلا نائبا برلمانيا يمثل الأمة-، ألتمس منه وأناشده القيام بمعاينة مشروع ودادية بدر السكنية التي تحولت إلى "جوهرة الفاسدين" من حزب العدالة والتنمية .

وضمن المدار الحضري لمدينة سطات سَتَرَوْنَ -بأمهات أعينكم- وساخة اليد وجَشَعَ إخوان بنكيران المستثمرون تحت قناع ودادية بدر السكنية 1-2-3....، وستشمئزون من نجاسة جرائم استغلال النفوذ والاغتناء غير المشروع الذي يُدنِّس يد حزب العدالة والتنمية.

يا خالد، لا تتردد في طرح السؤال على رئيسكم، وإنْ رفضَ سعد الدين العثماني تزويدك بحقائق وساخة يَدِ حِزبكم، فإني أدعوك للنزول إلى مدينة سطات قصد معاينة تنظيم العدالة والتنمية وهو يسبح غارقا في أوحال فضيحة التلاعب بأموال ودادية بدر السكنية -ومعها جوهرة البساتين- التي تفوق مبالغها المالية مجموع الخمسين مليار سنتيم. والشاهد في القضية شكايات المنخرطات والمنخرطين بالودادية السكنية، والأحكام القضائية الصادرة ضد مكاتبها المسيرة. ومعها كذلك المحاضر الرسمية للجنة المشتركة التي شكلها عامل إقليم سطات والمكلفة بالتسوية بين مكتب الودادية ومن ينوب عن المنخرطين والمنخرطات، والتي تضم كافة القطاعات الإدارية المعنية بقضايا العقار والتعمير بمدينة سطات .

- ملحوظة ساخرة:

"نْسِيتْ نْقَدَّمْ رَاسِي، معاك الحجاج الثقفي..

نزيدكم ولاَّ صافي  !"

- عبد المجيد مومر الزيراوي، رئيس الاختيار الحداثي الشعبي