في بلادي كل شيء غير عادي....
- أستاذ يدرس في المدرسة العمومية وينقل أبنائه كل صباح للمدرسة الخصوصية؛
- برلماني نجح عن طريق الاقتراع المباشر "تصويت الناخبين" ولا يدافع على ناخبيه بل أحيانا يصوت على قوانين ستضر بهم، أما بخصوص القوانين التي ستخدم مصالحه فلا يتوانى في بذل مجهودات كبيرة لحشد البرلمانيبن للتصويت عليه؛
- مستشار جماعي يسب كل يوم التسيير الحكومي وينسى أن فئة عريضة تنتقد تسييره وتغير مواقفه قبل وبعد وصوله للتسيير؛
- فئة عريضة من الناخبين تقاطع التصويت مقتنعة أن مقاطعتهن/م للتصويت ستؤثر في العملية الانتخابية وهم لا يدرون أنهم يساهمون بشكل غير مباشر في افراز نخب قد لا تخدمهم؛
- أحزاب سياسية لا تقوم بأدوارها الدستورية ولا تفتح مقراتها الا بعد اقتراب موعد الانتخابات ورغم ذلك تحصل على الدعم العمومي وعلى أصوات انتخابية مهمة تؤهلها للدخول الى الحكومة والاستفادة من مناصب سامية؛
- برلمانيين ينجحون عن دائرة معينة ويتغيبون لولاية كاملة ورغم ذلك يقدمون أنفسهم لولاية تشريعية أخرى ويسحرون المواطنين ببعض الوعود والفتات ويعودوا من حيث أتوا؛
- مدارس خصوصية تشغل شباب موجز بأجور زهيدة وتنتهك حقوقهم البسيطة، وفي نهاية الموسم الدراسي تضخ بالابناك أموال طائلة بإمكان ادارة الضرائب ان تعرف قيمتها ورغم ذلك لا يؤدون الا نسب ضئيلة من الضريبة على القيمة المضافة وعلى الشركات...
- أراضي الاملاك المخزنية عوض أن تفوت للشباب من أجل اقامة مشاريع بمساعدة الدولة، تفوت للأغنياء والبرلمانيين والوزراء لانتهاك حقوق الشباب وتشغيلهم بأجور زهيدة؛
- في قاعة الاجتماعات بالبلديات والعمالات والجهات الكل يستمع الى خطابات ملك البلاد من ولاة وعمال وباشوات وقياد ورؤساء جهات واقاليم وجماعات ووكلاء الملك بالمحاكم.... ويتفاعلون معها بنفاق مبالغ فيه "خطاب غير مسبوق، خطاب ثوري، خطاب ناري، ..."، وفور مغادرة القاعة تعود حليمة الى عادتها القديمة وكأن شيئا لم يكن "الخطاب في واد والمسؤولين في واد اخر".