سميحة لعصب : لماذا يلجأ بنكيران إلى أسلحة العلمانية والحريات للدفاع عن فضائح مريديه ؟

سميحة لعصب : لماذا يلجأ بنكيران إلى أسلحة العلمانية والحريات للدفاع عن فضائح مريديه ؟ سميحة لعصب (يمينا)، و ماء العينين، و عبد الإله بنكيران ( يسارا)
تترافع القيادية في الشبيبة الاتحادية سميحة لعصب في تصريحها لجريدة "أنفاس بريس" عن أهمية تحقيق شرط فصل الدين عن الدولة، وفصل الدين عن السياسة بصفة عامة، في سياق السجال المحتد على هامش خرجات مفتي البرلمانية ماء العينين، (بنكيران) الذي لبس "جلباب العلمانية والحريات" ليحلل ويحرم ويهاجم اليسار حسب مزاجه، بعد انهزام كتائبه في واقعة "الطاحونة الحمراء".
في سياق تفاعل الرأي العام السياسي والحقوقي والمدني مع النقاش العمومي، نقدم ورقة سميحة لعصب لقراء الجريدة، التي أطرتها بسؤال : "هل الوطن اليوم يحتاج إلى تفكير متخلف آلاف السنين عن ما يعيشه العالم راهنيا من تطورات اقتصادية و اجتماعية و سياسية و علمية؟":
"حينما تحدثنا عن ازدواجية الخطاب و نبهنا إليها، و أكدنا على ضرورة فصل الدين عن السياسة، و فصل الدين عن الدولة، لم نكن نبغي من خلال كل هذا مرتبة من مراتب الترف الفكري أو البذخ الاديولوجي، بل كنا وما زلنا نعي جيدا بمآلات خلط الدين بالسياسة و خلط الدولة بالدين. و ما نعيشه و نعاينه اليوم كجيل يساري جديد حامل لأفكار الحداثة و الديمقراطية يؤكد صدق نظرية فصل الدين عن السياسة و تحريره منها .
فلا ديمقراطية ولا حداثة تستقيم دون تحقق شرط العلمانية باعتبارها الضامن الأول للحريات الفردية و المحصن الأول للحقوق الكونية للإنسان أينما وجد و بما اعتقد و كيفما تعبد، فالعلمانية لا ننظر إليها من الزاوية الضيقة التي تظهر في سطحيتها ملامح الصراع السياسي الانتخابي بين أطياف اليسار المتناثر الشتات و بين طائفة الإسلام السياسي، بل العلمانية التي نطمح إليها هي ذاك الفصل الحقيقي بين الكنيسة و المعبد، و بين المسجد و السلطة السياسية، وهي أيضا تعني أن لا تمارس الدولة بمفهومها العميق أي سلطة دينية و أي وصاية دينية مهما كانت وكيفما كانت بنيتها و طريقة حكمها.
و في سياق الموضوع الذي أثار ضجة سياسية و فكرية و الذي تجلى في خروج الإسلاميين بجلباب العلمانية و خطاب الحريات، هذا الأمر الذي يعتبر غريبا و غير مستمرء من طرف أي عاقل، فكيف يقولون بالعلمانية وهم الرافضون لها و المكفرون لأصحابها و للمؤمنين بها؟
فهذا الطرح المزدوج و المتناقض و المنافي لمبادئ حزب العدالة و التنمية، جعل منهم تنظيما سياسيا مشوه الخلقة و هش البنية، فهذا التناقض الذي طرحته "نازلة" ماء العينين و الذي جعلهم يسلكون منعرجا علمانيا في لحظة دفاع و مقاومة وتبرير لأمور شخصية و عادية جدا بالنسبة إلينا، لكنها محرجة لهم لدرجة أنها عصفت بأسس مرجعيتهم و مبادئ حزبهم الذي لم يتجاوز بعد نقاش المصافحة بين الرجال و النساء مما يضعنا أمام سؤال إلى أي حقبة تاريخية ينتمي هؤلاء؟ و وفق أي بنية تشتغل عقولهم.؟
لنعد طرح السؤال المركزي معا، هل الوطن اليوم يحتاج إلى تفكير متخلف آلاف السنين عن ما يعيشه العالم راهنيا من تطورات اقتصادية و اجتماعية و سياسية و علمية ؟
إن الوطنية اليوم تشترط الموافقة الفورية على فكرة الإصطفاف في إطار إنضاج شروط الصراع المعرفي و التدافع الفكري الذي من شأنه أن ينتج مشروعا مجتمعيا يستجيب لحاجات شباب الوطن و يجيب عن أسئلتهم بعمق نظري و مصداقية عملية، تعيد الثقة للشباب في السياسة و السياسيين، باعتبار مسألة الثقة في العمل السياسي ضرورة للقيام بما يراد أن يقام به و كونها شرطا لا محيد عنه لتجديد التعاقد بين الحزب المواطن الحامل لهم الوطن و المواطن.
إن عمق نظرتنا لما نريد لهذا الوطن و اتفاقنا على أن يكون الوطن أولا قبل الحزب و التوجه الاديولوجي، فسيدوب و يضمحل هذا الصراع المصطنع الذي يخدم من لا يرى في الوطن غير ثرواته و خيراته، فإنضاج الصراع السياسي و الفكري بدل التناحر الاديولوجي هو الكفيل بتأكيد أن الدين لله و الوطن للجميع."