محمد عبد الله الكوا: هكذا هي كلميم تولد فيها المشاريع ولادة قيصرية غير مكتملة

محمد عبد الله الكوا: هكذا هي كلميم تولد فيها المشاريع ولادة قيصرية غير مكتملة محمد عبد الله الكوا

مافتيء محمد عبد الله الكوا القيادي بالحزب الاشتراكي الموحد بجهة كلميم واد نون يبعث برسائل منددة بالوضع العام لمدينة كلميم من جميع جوانبها، فهو تارة يلوم المسؤولين الترابيين من منتخبين وسلطات وتارة أخرى يوجه نقده إلى المديرين ورؤساء المصالح الخارجية، بحيث جمع في كفة واحدة بين اليتي التدبيرالمتمثلتين في اللامركزية وعدم التمركز، و بالتالي يعتبر قيادي اليسار  أن  الجميع وقفوا في هندستهم وخططهم موقفا سلبيا بمشاريع  وهمية غير مكتملة و التي لم تكن في الأخير سوى لغايات غير خدمة ساكنة المدينة، "أنفاس بريس" اتصلت بـ"الكوا " مستفسرة إياه عن سر هذه الخرجات المتوالية، فاعد الورقة التالية:

كل مدينة تأخذ ميزتها من شكل وانتشار معمارها، كلميم كانت ستبقى مدينة تجارية مفتوحة على التطور الذاتي لو كان منتخبوها ومهندسو سياساتها قد حافظوا على نظام البناء في الشوارع الرئيسية باعتماد " السواري " فشارع محمد السادس مثلا شارع أغلق فيه التطور منذ انتهج مقاربة البناء الإداري على الواجهة فتربعت الولاية والجهة واتصالات المغرب والماء والكهرباء والأكاديمية وملحقتها والشرطة على واجهة المدخل فتحول النشاط التجاري من انفتاح ممكن الى انغلاق كلي، هذا النهج الذي أبدعه الأوائل أفسده مهندسو الزمن الأخير منذ بداية التسعينات.

من مظاهر التخلف الإداري أيضا أن ولي على الكثير من المصالح الخارجية مسؤولون لا يجتهدون في مجالات اختصاصاتهم ، مجالات كانت حيوية الى الأمس القريب بحيث تراجعت السياحة التي كانت تشتهر بها المدينة العتيقة، حيث يؤمها السواح كل سبت بأفواج كانت معروفة طيلة سنوات ولعب فيها أمجيريش دوره كسوق أسبوعي من أنجح الأسواق في الجنوب المغربي آنذاك، ووقد كانت الصناعة التقليدية تجد المجال خصبا لترويج وتثمين المنتوج المجلي من صناعة الخيام الى مستلزمات الشاي الصحراوي إلى وسائل الزواج وعدة العريس وملابس الأعياد والمناسبات ، لكن تراجع هذا الإبداع وانزوت الصناعة التقليدية في الكثير من جوانبها المشعة بالمنطقة ، نفس الشيء يقال عن المجال الثقافي ،حيث كانت هناك ثقافة البيضان متجلية في كل مظاهر الحياة، من الغناء والموسيقى الحسانية وتزايد المجموعات المهتمة بهذا الإبداع الأصيل لكن للأسف لم يظهر من برامج المديريات ما يعزز من احتضان الفرق وتوريث المنتوج الى جيل لا يعرف الكثير عن ثقافته وعاداته الإجتماعية وغيرها، ناهيك عن تخلف الألعاب الاجتماعية الشهيرة كالكدرة والفروسية وأراح وأحواش والعواد وغيرها وكذا تقلص أنشطة الأسواق التقليدية والرحبات والواحات ... إلا في شكل فردي متفرق سيزول في أفق محدود لا شك.

 أما المجال الفلاحي فالمسؤولية كبيرة على المديريات المنتشرة والتي رغم مجالات اختصاصها المتعددة فإن إسهامها يكاد يكون محدودا لا يخرج عن نطاق الخدمات الروتينية التي لا تعرف برامج اجتهاد واضحة المنفعة على الفلاحين خصوصا الصغار والمتوسطين، أما الكبار فلا يرون بالعين المجردة في وادنون.

 إن السوق الوادنوني يعرف ركودا وتقهقرا في نوعية المنتوج المحلي، وإن مجال العمل النشيط تقلص بشكل مفزع على الرغم من تزايد الكفاءات عمليا : وغابت سياسة بناء المعاهد العلمية والثقافية والإقامات الإجتماعية والسياحية ، بل غابت سياسات سكنية واضحة تلبي حاجيات المواطن المتزايد في الهجرة الى المدينة ، بل وقف الكثير من المسؤولين موقفا سلبيا بمشاريعهم الوهمية التي كانت لغايات غير خدمة الساكنة ، فلم يفتح مجال الإستثمار أمام العديد من المشاريع المفيدة ، لا الجامعة ، ولا المستشفى ، ولا الوداديات السكنية ، ولا سياسة المسابح ، ولا الملاعب ، ولا سياسة المساحات الخضراء ، ولا حتى القاعات العمومية التي تعد خصوصية للغاية لا يدخلها إلا المقربون ....ألم أقل لكم : إن كلميم تولد فيها المشاريع ولادة قيصرية غير مكتملة ، في غياب قوارير الإنعاش ، بل في غياب الإنعاش نفسه ، إلا ما كان منه "كرطية " تقتسم كعكة بين المستفيد والمفيد ؟؟

كلميم في حاجة الى منتخبين ومسؤولين في بعض المصالح الخارجية المختارين عن كفاءة واستحقاق ليحققوا برنامج تتكامل فيه الأدوار كل من مسؤوليته حتى تنهض هذه المدينة البدوية نهضة بعض المدن المغربية.