باحثون وخبراء يحذرون من خطورة ازدياد الفجوة بين الثقافات ويدعون إلى مبادرات مدنية للحوار بين الشعوب

باحثون وخبراء يحذرون من خطورة ازدياد الفجوة بين الثقافات ويدعون إلى مبادرات مدنية للحوار بين الشعوب جانب من فعاليات ملتقى مكناس- افران لحوار الهويات والثقافات
في إطار فعاليات ملتقى مكناس- افران لحوار الهويات والثقافات الذي ينظمه مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم احتفاء بالسنة الأمازيغية الجديدة 2968 نظمت مساء اليوم السبت 12 يناير 2019 ندوة فكرية ركزت على تقديم وقراءة كتاب أعمال ندوة حوار الثقافات وأسئلة الهوية بمشاركة نخبة من المفكرين المغاربة، وسجل الباحثون خلال هذا اللقاء أنه وعلى رغم من تقلص المسافات بين الثقافات فإنه وعلى وجه مفارق اشتعلت الثقافات والتي اتخذت مظهرين :
أولا حضور الثقافات في الواجهة، وثانيا ظهور أصوات الوصم واحتقار الثقافات الأخرى، وهو المعطى الذي سجله بامتعاض الباحث المغربي محمد محيفظ، مما أدى إلى تشكيل العالم كمجال لصراعات الثقافات، وسجل الباحث أننا مازلنا عاجزين عن توطين الديمقراطية الليبرالية، وبالتالي توطين الفرد داخل هذه الثقافات الذي يعاني من ابتلاع بيئات ثقافية أخرى من قبيل القبيلة والدين الخ. 
من جهته سجل فؤاد أبو علي رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية أننا نعيش حالة من التوتر الاجتماعي القابل للانفجار في اي لحظة، مضيفا بأن ما نعيشه على منتديات التواصل الاجتماعي يعبر عن قلق هوياتي حقيقي، مشيرا إلى أن الدولة عاجزة عن حل الإشكال الهوياتي؛ وهو ليس عجزا اراديا- يضيف - بل عجزا مفروضا، وهذا العجز ينبغي أن يعوض بمبادرات المجتمع المدني.
من زاويته اشار نذير الإسماعيلي استاذ القانون العام بجامعة مولاي اسماعيل ان قضية الهوية تطرح بشكل عميق البحث عن قيم كونية مشتركة في عالم متصارع ومحتقن، مضيفا بأن قضية الهوية والبناء الحضاري الكوني ترتبط ببناء العدل والسلم والرفاه للجميع، وذكر نذير ان النموذج الحضاري المغربي يشكل نموذجا التعايش بالنظر لوضعه الجغرافي والتاريخي وحنكته الدبلوماسية والتي جعلته يحافظ على استقلاله لمدة طويلة بينما كانت الجارة الجزائر ترزح تحت نير الإستعمار، مشددا على كون الهوية هي عبارة عن توافق تاريخي قابل للتطور.
في حين دهب إدريس الكنبوري، الباحث في الشأن الديني إلى أن حوار الثقافات ليس علاقة متساوية بل علاقة غالب بمغلوب، فالغرب - حسب الكنبوري - لا يطلب منا الحوار على قدم المساواة بل يفرض علينا الإنصات لوجهة نظره، مشيرا بأنه لا يفهم كون المسلمين يتعرضون الإرهاب ويستنكرونه بل يتعامل معهم ككثلة واحدة، داعيا إلى إقناع جزء من النخبة الأوروبية بتبني القضايا العربية والإسلامية من داخل المجتمعات الأوروبية من أجل خلق جبهة مشتركة، مضيفا بأن بقاء المشكلات العربية والإسلامية معلقة يعني اتساع رقعة العنف والإرهاب وازدياد الفجوة بين الثقافات.