عبد اللطيف جبرو:قطار فائق السرعة وعناية فائقة بذوي الاحتياجات الخاصة

عبد اللطيف جبرو:قطار فائق السرعة وعناية فائقة بذوي الاحتياجات الخاصة عبد اللطيف جبرو
شخصيا لم أركب القطار منذ عام 2011، لأنني أصبحت فيما بعد أنتمي تدريجيا إلى فئة المواطنين من ذوي الاحتياجات الخاصة لا أستطيع الوقوف ولا أن أسير على قدماي. ولكي أخرج من بيتي أحتاج إلى كرسي متحرك وإلى من يساعدني في استعماله للاتجاه إلى عيادة الطبيب وإلى أي مكان آخر.
هكذا أصبحت عمليا ممنوعا من ركوب القطار لأن تجهيزات السكك الحديدية لم تضع في الحسبان ما يتطلبه ولوج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة إلى عربات القطار.
لكن حفيدي آدم اقترح علي مؤخرا أن يأخذني إلى طنجة ونسافر إليها بواسطة البراق وهو قطار جديد فائق السرعة. في البداية استبعدت مرافقته في هذه المغامرة لكنه أصر علي أن نذهب إلى طنجة بعدما أجرى اتصالات مع إدارة السكك الحديدية في محطة الرباط أكدال وجعلني أمام الأمر الواقع عندما أحضر تذاكر السفر في موعد محدد.
هكذا كنت مضطرا للاستجابة لرغبته فأخذني إلى طنجة وتغير رأيي وتبددت مخاوفي عندما وجدت في محطة الرباط أكدال ما يكفي من التسهيلات والضمانات لتكون الرحلة على البراق إلى عروس الشمال على أحسن ما يرام.
سواء من حيث مدة السفر أو من حيث الشعور بالراحة والاطمئنان داخل عربة القطار نظرا للعناية الفائقة من طرف عاملين وعاملات في القطار فائق السرعة.
وما هي إلا ساعة وعشرين دقيقة حتى كانت مدينة طنجة أمامنا، تلك المدينة التي قال عنها الفنان المرحوم الحسين السلاوي : ياطنجة يا العاليا.
لم أزر هذه المدينة منذ سنوات، وما أن خرجنا من محطة القطار حتى كانت طنجة العالية تستقبلنا بعماراتها الجديدة والشامخة.
والجديد في طنجة أن كل قطعاتها الترابية العارية والمترامية هناك وهناك قد أصبحت فضاءات خضراء وخاصة على امتداد الكورنيش الممتد من الميناء القديم إلى المنطقة الجبلية التي استوحى منها الحسين السلاوي أغنيته : ياطنجة يا العاليا.
أقل من ثلاث ساعات ما بين قطار الوصول إلى طنجة وقطارالعودة إلى العاصمة وهي مدة غير كافية لزيارة طنجة كما يقول الأخ الدكتور محمد النشناش، ولكنها مع ذلك كانت لحظات سعيدة للوقوف ولو بسرعة على معالم المدينة التي كانت دائما من أحسن المدن المغربية لاستقبال الزوار والضيوف الذين يتقاطرون على المغرب.
كان هذا أيام زمان فأحرى بعد التطورات العمرانية التي عرفتها طنجة على مستوى التجهيزات الأساسية والمرافق العمومية. إنها بحق عروس الشمال.
ومع الأسف حل موعد العودة إلى الرباط وما خفف علينا لحظة الفراق هو أننا عدنا مرة أخرى إلى الصعود إلى قطار فائق السرعة والالتقاء مرة أخرى بالعالمين والعاملات داخل عربات البراق والاستمتاع بالمناظر الخلابة الممتدة على طول المسافة ما بين طنجة والرباط.
إنها مناظر جميلة والمؤمل أن يرحمنا الله بالأمطار حتى تستمر هذه الحقول الخضراء على حالها في المغرب الأخضر.