المصطفى عبدا لدائم:"المدافعون الصحراويون عن حقوق الإنسان " عسكر في " جيش " البوليساريو

المصطفى عبدا لدائم:"المدافعون الصحراويون عن حقوق الإنسان " عسكر  في " جيش " البوليساريو المصطفى عبدا لدائم
امينتو حيدار " المدافعة الصحراوية عن حقوق الانسان " في زمن آل كينيدي، تقود هذه الأيام كتيبة من " الحقوقيين " ليس إلى " المحافل الدولية " لاقتناص الجوائز التي يبدو أنها انقرضت، ولكنها وربما بسبب ذلك الانقراض فان السيدة امينتو حيدار تقود " كتيبة الحقوقيين " إلى جبهة القتال وخطوط التماس .. تقودهم إلى منطقة امهيريز بعد توصلها وكتيبتها باستدعاء عاجل من قيادة أركان جيش البوليساريو وهو استدعاء اجباري ولم يعد في امكان امينتو حيدار التهرب من تلبيته كما كانت تفعل زمن ارتباطها بمركز روبرت كينيدي ، فهذه المرة لن تستطيع أن تراوغ كما كانت تفعل تحت ضغط ابنة السيناتور المغتال روبرت كنيدي بجوابها عن سؤال :( لماذا لا تذهبين إلى المخيمات بتندوف ) ( لأني انتظر أن يأتوا هم إلي ) ...
كان هذا الانتظار زمن مظلة مركز روبرت كنيدي وفوائده المادية والمعنوية ، ولكن عند فك هذا الارتباط وانتفاء فوائده لم يعد امام السيدة امينتو حيدار أي مبرر لرفض الذهاب إلى المخيمات بتندوف خصوصا وان البوليساريو استعادت الامساك بزمام الأمور وتعرف كيف توزع الفوائد والمنافع ، وتحرص على ابقاء هؤلاء " المدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان " تحت السيطرة، لأنه لا يجب أن يكونوا فوق البوليساريو .. البوليساريو الشرعية العسكرية التي لن تقبل أبدا بوجود شرعية مدنية .. لان الشرعية المدنية مزعجة ومقلقة خصوصا وهذا الإلحاح الأممي على ضرورة " الترخيص للجمعيات " وتشجيع " اشراك المرأة والشباب في المفاوضات " . ان خوف البوليساريو ان تكون الشرعية المدنية بديلا في المفاوضات لم تخفه يوما، وما استدعاء امينتو حيدار وكتيبة الحقوقيين الصحراويين لحضور نشاط ذي طابع عسكري صرف بامهيريز إلا عنوانا بارزا لهذا الخوف، وتأكيدا للجميع انه لا شرعية غير الشرعية العسكرية، وان " المدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان " ما هم الا جنودا في جيش البوليساريو ، وان أحد أهم أدوارهم هو " تأجيج الوضع بالمدن الصحراوية " كما عبر عن ذلك البشير مصطفى السيد في كلمته الترحيبية بهم .
لا وجود طبعا في العالم ل مدافعين عن حقوق الانسان يباركون الحرب ، وينتصرون لدواعي القتل ، ويستدعون مبررات العنف تحت اي ظرف كان ، لان ذلك يتناقض كليا مع دفاعهم عن حقوق الإنسان والتي أسمى حق فيها هو الحق في الحياة .
وعليه فانه عندما قبلت السيدة امينتو حيدار والكتيبة الحقوقية المرافقة لها حضور يوم الأحد 6 دجنبر 2019 بامهيريز نشاطا عسكريا صرفا تكون ومن معها قد اغتالت مع سبق الإصرار " الحق في الحياة " وانتصرت بقوة " للحق في إزهاق الأرواح والترويج لخطاب الكراهية وإشاعة لغة الحرب والدمار " وبذلك تكون ومن معها قد أسقطت واسقطوا عنهم جميعا صفة " المدافع عن حقوق الانسان " الذي يفترض انه متشبث شرس على المسافة الضرورية واللازمة من ماهو سياسي وما هو ذو طابع عسكري دموي ...
صحيح أن رهان البوليساريو أيضا من استدعاء امينتو حيدار ومن معها لهذا النشاط العسكري هو محاولة لدفع المغرب لاعتقالهم من اجل تأليب الرأي العالمي عليه والغربي خصوصا، وجعل هؤلاء " الحقوقيين " يستعيدون بعضا من " البريق الجماهيري " الذي خسروه حتى أصبحوا في قاموس الشارع الصحراوي مجرد " برقوقيين ".