نظم مسجد الفتح بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، يوم السبت 29 ربيع الثاني 1440 الموافق 5 يناير 2019، اللقاء السنوي السابع تحت شعار: "لقاء مع النبي صلى الله عليه و سلم"، بحضور سفير المملكة المغربية ببلجيكا وذوقية اللوكسمبورغ محمد عامر، الشيخ الطاهر التجكاني رئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، الدكتور خالد حاجي الكاتب العام للمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، الشيخ الخمار البقالي رئيس جمعية الأئمة بهولندا وعضو المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، الشيخ محمد التجكاني رئيس رابطة الأئمة ببلجيكا، فؤاد أحيدار نائب رئيس برلمان جهة بروكسيل، وكوكبة من أئمة الهدى ومصابيح الدين، وعدد كبير من مرتادي المساجد ببلجيكا.
العرس البهيج افتتحه الشيخ إسماعيل بوريش خطيب مسجد الفتح، الذي إستهل كلمته بالترحيب بالحاضرين، مقدما تشكراته الحارة لكل من ساهم من قريب أو بعيد في إخراج هذا اللقاء السنوي في نسخته السابعة لحيز الوجود.
العرس كان غنيا ومتنوعا بفقراته، حيث تمت تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تفتحت من خلالها أزاهير القلوب، وأطربت الأذان بأصواتها العذبة وقراءتها الشجية التي كان لها الأثر الكبير في نفوس المستمعين، رتلها على مسامع الحاضرين السادة القرّاء الكرام: عبد العزيز الناصري، بوسلهام البدري، محمد معروف، محمد حمدان...
سفير المملكة المغربية ببلجيكا وذوقية اللوكسمبورغ محمد عامر، عبر في بداية كلمته عن غبطته بالحضور برفقة هاته الوجوه الرائعة، معربا عن حرصه الدائم على استجابته لكل الدعوات التي يتلقاها للحضور للمساجد كلما سنحت له الفرصة، مشيدا بمبادرة مسجد الفتح لتكريم الشيخ الجليل السيد الطاهر التجكاني، الذي يكن له احترام خاص وتقدير كبير، لتميزه بخصال حميدة، كالرزانة والوضوح في الرؤية والتواضع والحكمة، والإشادة بالدور الطلائعي الذي يلعبه لخدمة الجالية المسلمة بصفة عامة والجالية المغربية بصفة خاصة.
السفير لم يدع الفرصة تمر دون أن يشير إلى أن تكريم الشيخ الطاهر التجكاني، هو في حد ذاته تكريم لكل العلماء والأئمة الذين لعبوا أدوارا مهمة في ظروف صعبة وبوسائل متواضعة، لتأطير المغاربة تأطيرا روحيا، يتناسب والنموذج المغربي الذي يتميز بالتعايش والتسامح والوسطية والاعتدال، وينبذ كل أشكال التطرّف التي تروج لها بعض التيارات الهدامة التي لا تريد أن تستوعب بأن ديننا الإسلامي الحنيف يحمل رسالة سلم و أمل و تعايش لما فيه خير الإنسانية جمعاء.
الطاهر التجكاني، رئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة ورئيس المجلس العلمي المحلي ببلجيكا، تناول كلمة قيمة رحب فيها بالحاضرين في هذا اللقاء البهيج، مستعرضا المنزلة العظيمة التي شرف الله بها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الذي هو قدوة للناس جميعا، لما يتصف به من صفات وأخلاق محمودة، كالصدق والأمانة والتواضع والوفاء والصبر واللين...
الدكتور خالد حاجي، الكاتب العام للمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، ألقى كلمة قيمة، أعرب في مستهلها عن فرحته العارمة بالمشاركة في هذا العرس البهيج، معربا عن تشكراته الحارة لكل القائمين على تنظيمه، مذكرا ببعض التحديات التي تعترض سبيل أجيال المسلمين في أوروبا، خصوصا في ظل ثقافة رقمية حديدة صارت مصدر قلق نفسي أكثر من ما هو مصدر اطمئنان، كونهم يجدون أنفسهم أمام وعاظ رقميون جدد ليس لهم علاقة بالوعظ التقليدي الموروث عن رسولنا الكريم محمد(ص).
كما أضاف، في سياق حديثه الشيق عن شخصية الرسول (ص)، مستشهدا بالمستشرق الأمريكي واشنطن إيرفنج الذي طرح مجموعة من الأسئلة عن النبي محمد (ص)، من هو هذا الرجل؟ هل هو رجل دجال؟ هل هو طالب حياة و جاه؟؟؟ ليصل في الأخير لخلاصة مفادها، كونه رجل يجلي أبعاد يعجز غيره عن تجليتها وله صلة بالغيب.
الدكتور خالد حاجي أدلى بشهادة في حق الشيخ الطاهر التجكاني، كونه رجل رباني لا تستهويه الثقافة الرقمية، متشبث بالمنهج النبوي تشبثا كبيرا، معاشرته عن قرب داخل المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، جعلتني أكن له احتراما كبيرا وأكتشف خزانا كبيرا من الأخلاق الفاضلة والحميدة.
الخمار البقالي، رئيس جمعية الأئمة بهولندا وعضو المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، تقدم بالشكر الجزيل لمنظمي هذا الحفل البهيج، مستعرضا بعض المحطات المشرقة في حياة الرسول الكريم محمد (ص)، كمحبته لأبنائه ومساعدته لزوجاته والتماس العذر لهن وممازحتهن، ومعاملته الحسنة للأطفال بالرفق واللين والتحبب، حيث كان أحفاده الحسن والحسين يقفزان إلى ظهر الرسول (ص) عند سجوده، فما يكون منه إلا أن ينزلهما برفق، لإدراكه أن الطفل ينفر من الإنسان الغاضب العبوس ويقبل على الإنسان البشوش...
الشيخ عادل جطاري خطيب مسجد المتقين ببروكسيل، تناول كلمة قيمة خصصها لفضيلة الشيخ الطاهر التجكاني، قدم فيها نبذة مختصرة عن تاريخ ازدياده سنة 1954 بقرية أغل عازب بالجماعة القروية بني منصور بإقليم شفشاون، التي تلقى فيها دراسته الأولية في حفظ القرآن الكريم على يد عمه الشيخ المفضل رحمه الله الذي كان مفتي ومرجع القبيلة، ثم درس على يد مجموعة من المشايخ العلماء الأجلاء رحمهم الله (أحمد أكذي، الحسن بن الصديق، عبد الله التليدي، عبد الحي بن الصديق الذي كان أستاذا بارزا في مسيرة شيخنا الجليل الطاهر التجكاني حيث استفاد منه كثيرا، خصوصا في علم أصول الفقه والبلاغة والمنطق...).
مشيرا إلى أن تلامذة الشيخ الطاهر التجكاني، منتشرون شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، حيثما حللت وجدت من يسألك عن الشيخ ويبلغك سلامه له ويخبرك أنه من تلامذته، الذين نهلوا من علم الشيخ كثيرا أو قليلا، وكما قيل: "قليل العلم ينفع وكثيره يرفع"، منذ أن عرفت الشيخ الطاهر منذ أكثر من ثلاثين سنة وهو ينشر العلم ويشارك في التشييد والبناء، بالكلمة والقلم والفتاوى والخطب والدروس ومشاركته في المؤتمرات الدولية والندوات العلمية واللقاءات التواصلية مع مختلف مكونات المجتمع، إسهاما منه في بناء الجسور والتعاون على الخير وتوعية الناس ونصحهم، اجتمعت فيه كل الصفات الحميدة، رجل محبوب، متواضع، حكيم، باذل للعلم، كريم الخلق، عفيف اللسان، وفي النفس، أحبه وأقدره كثيرا...، منذ أن تقلد الإمامة لأول مرة ببلجيكا سنة 1983 بمسجد عبد الله بن مسعود ببلدية فوري ببروكسيل لغاية سنة 1990، من وقتها لغاية اليوم يشغل خطيبا للجمعة بمسجد السلام بأنفرس.
الشيخ محمد التجكاني، رئيس رابطة الأئمة ببلجيكا، نوه في كلمته بالمشرفين على تنظيم هذا العرس الباهر، مشيدا بالشيخ الطاهر التجكاني ومسيرته العلمية الكبيرة وأثرها الكبير على الخاص والعام، مستعرضا بعض الخصائص المميزة لشخصية الرسول الكريم محمد (ص).
المشايخ الكرام، حسن أمداح خطيب مسجد قباء، الناصري محمد خطيب مسجد حمزة، الرباج عبد السلام خطيب مسجد الإنابة، ألقوا كلمات قيمة، أشادوا فيها ببعض الصفات الحسنة التي يتحلى بها الشيخ الطاهر التجكاني الذي يعتبر بمثابة مدرسة وموسوعة قل نظيرها في وقتنا الحاضر، ثم عرجوا بعد ذلك للتطرق لبعض صفات الرسول الكريم وشمائله، كحسن الخلق والصبر على الأذى والشجاعة والإقدام والزهد والعفو...
بعدها تم تقديم بعض الهدايا التقديرية لفضيلة الشيخ الطاهر التجكاني سلمها له كل من السادة: محمد عامر سفير المملكة المغربية ببلجيكا وذوقية اللوكسمبورغ، الدكتور خالد حاجي الكاتب العام للمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، الشيخ محمد التجكاني رئيس رابطة الأئمة ببلجيكا، فؤاد أحيدار نائب رئيس برلمان جهة بروكسيل، أولاد حدو محمد رئيس اللجنة الإدارية لمسجد الفتح، عبد الهادي الحموشي الكاتب العام للجنة المسجد.
كما قدمت بالمناسبة هديتين للسفير سلمها له كل من السادة أحمد بلفقيه مسؤول بالمسجد، الشيخ الخمار البقالي رئيس جمعية الأئمة بهولندا، وتم تكريم ثلاثة أشخاص من مؤسسي المسجد هم: محمد الناصري، الوعليتي، الفقيري محمد، وتم تكريم كل من الشامي محمد وإبراهيم شقوري لدعمهما الكبير في تنظيم هذا العرس البهيج، وسلمت كذلك هدايا تقديرية لبقية الأئمة والوعاظ المشاركين، وسلمت بعض الهدايا للشيخ إسماعيل بوريش خطيب مسجد الفتح من طرف اللجنة الإدارية للمسجد.
وتلا الشيخ معروف أبيات شعرية رائعة في مدح خير البرية رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم.
فقرات العرس البهيج اختتمت بدعاء رائع للشيخ محمد التجكاني، رفع فيه الجميع أكف الضراعة للعلي القدير أن يعين الجميع على فعل الخيرات و تكاثف الجهود لخدمة الإسلام و المسلمين.
ولا تفوتنا الفرصة للإشادة والتنويه بالحنكة الكبيرة التي أبان عنها الشيخ إسماعيل بوريش في تسيير جل فقرات هذا العرس البهيج، حيث كان موفقا من الأول للأخير، نقول له أحسنت أيها الشيخ الشاب الرائع البشوش.