الدرك الملكي باليوسفية يضع اليد على  كمية 250 كلغ من مخدر الشيرا موجهة للإتجار الدولي (مع فيديو)

الدرك الملكي باليوسفية يضع اليد على  كمية 250 كلغ من مخدر الشيرا موجهة للإتجار الدولي (مع فيديو)

بينما كانت عناصر الدرك الملكي منهمكة في تأدية خدماتها الإدارية والأمنية، والاستعداد لتوفير كل شروط توديع سنة 2018  بأمن وأمان، رن هاتف رئيس المركز الترابي باليوسفية، حيث كان على الخط من سيفيد بأن هناك  نشاطا مشبوها وحركة غير عادية بالقرب من بئر مهجور  يطلق عليه اسم "بئر طامو" المتواجد في الحدود الفاصلة بين الجماعتين الترابيتين الخوالقة و الكنتور، وتحديدا على مستوى النقطة الكيلومترية 24 من الطريق الإقليمية رقم 2341 الرابطة بين مدينة اليوسفية وجماعة سيدي شيكر بعمالة اليوسفية.

توجه على وجه السرعة فريق من عناصر الدرك الملكي لاستجلاء وتقصي المزيد من المعطيات حول نازلة البئر، وقاموا بتمشيط المنطقة ودراستها بالعين المجردة، وأخذ كل الاحتياطات من كل ما من شأنه أن يفسد الكمين  والصيد الثمين، حيث تمت تعبئة عيون لحراسة المكان عن بعد وتتبع كل صغيرة وكبيرة بمجال البئر موضوع الشبهة أكثر من 5 أيام 24 ساعة على 24 ساعة.

بعدما لم تؤتي حراسة البئر أكلها، اهتدت خلية المتابعة التي تكونت لهذا الغرض إلى قرار عملي يتعلق بالنزول لقعر البئر والبحث عن أسرار الحركة غير العادية والمشبوهة التي رصدت بجانبه مع بقايا أغراض ووسائل عمل، وهكذا بوشرت عملية التنسيق مع عناصر الوقاية المدنية باليوسفية حيث تمت معاينة البئر ودراسة عمقه من أجل جلب وسائل العمل التي تحتاجها عملية البحث والتنقيب .

لكن عمق البئر التي تصل إلى حوالي 60 متر، بالإضافة إلى علو المياه بحوالي 13 متر من القعر، شكلت عرقلة حقيقية للوصول للسر المدفون في أعماق "بئر طامو"، هذا البئر الذي كان مهجورا ومفتوح دون غطاء، اتضح لفريق العمل، فيما بعد أنه يوجد في أرض تابعة للمياه والغابات، والبئر بدوره يعود لنفس القطاع . ليظل السؤال منتصبا : من يتحمل مسؤولية "بئر طامو" الذي قد يشكل تهديدا للأمن والاستقرار إذا استعملته أيادي الإجرام والخارجين عن القانون ؟.

مع صعوبة العمل والبحث داخل المياه النتنة والأوحال المترسبة وسط البئر، اضطرت عناصر الدرك الملكي للاستعانة بغواص وآليات لوجيستيكية من مدينة اسفي، حيث كللت محاولات عناصر الوقاية المدنية يوم 03 يناير 2019 بالنجاح، وتم اخراج كيس كبير بلون أزرق، يزن 15 كلغ ، وبعد تفتيشه كانت المفاجأة كبيرة حيث تم العثور على مخدر الشيرا، من النوع الممتاز يحمل العلامة التجارية الدولية. مما يعني أن البئر قد استعملت كمخبأ للتخلص من المخدرات وأن هناك كمية أخرى بالقعر.

اتخذت عناصر الدرك الملكي قرار تجفيف البئر وتنظيفه من المياه الراكضة والأوحال ، واستعانة بمضخات وأليات ومحركات اشتغلت ساعات طويلة، فبدأت عملية انتشال مخزون أكياس المخدرات المعبئة باحترافية وعناية كبيرة ، حيث تم استخراج 16 كيس أزرق بحمولة تقدر ب 250 كلغ من مخر الشيرا المعالج بطريقة احترافية والموجه للإتجار الدولي وفق علامته التجارية.

و علمت جريدة " أنفاس بريس" بأن عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي باليوسفية قد باشرت عملية البحث والتحري في موضوع 250 كلغ من المخدرات التي أخرجت من أحشاء " بئر طامو"، تحت اشراف النيابة العامة. في انتظار وضع اليد على  المتورطين في إدخالها لذات المنطقة بإقليم اليوسفية وأسباب رميها في البئر، وإلى أي جهة كانت متجهة ؟

ملاحظة لها علاقة بما سبق: تقرر إغلاق " بئر طامو " الذي يقع في أرض تابعة لقطاع المياه والغابات، بعد انجاز محضر مشترك بين مختلف السلطات الإدارية والأمنية، نظرا للخطورة التي يشكلها أمنيا على المنطقة، سواء على مستوى استعماله كخزان لمختلف العمليات الإجرامية أو في علاقة بمياهه الملوثة التي قد تتسبب في كوارث صحية وبيئية.

رابط الفيديو هنا