طليمات: لأني أقول لكم سنة سعيدة ويدي على قلبي أدعوكم لإشعال شمعة

طليمات: لأني أقول لكم سنة سعيدة ويدي على قلبي أدعوكم لإشعال شمعة جليل طليمات

أقول لكم، أهلي وأصدقائي ورفاقي ورفيقاتي "سنة سعيدة" ويدي على قلبي: فالمؤشرات القائمة لا تعد بتقدم نوعي في اتجاه الديمقراطية والتنمية والحرية والتحديث الروحي والمادي:

+ التوازنات الماكرواقتصادية بلغت اليوم "الخط الأحمر": تضخم قياسي في المديونية، وعجز في الميزانية، واختلال في الميزان التجاري.. إلخ

+ المشكلات الاجتماعية تتراكم وتتفاقم، في التعليم والصحة والشغل والسكن والخدمات .. إلخ

+ قوى الفساد تتغول، وحضور بعض رموزها "التطاوسي" في أكثر من مجال ومؤسسة يستفز المشاعر ويثير المزيد من الغضب المشروع

+ الإمعان في تمييع الحقل السياسي أصبح طقسا يوميا صادما، أصاب "السياسي" في مقتل، وآمال "الربيع المغربي" تحولت إلى خيبات..

+ انسداد المجال السياسي بفعل قطبية ثنائية زائفة، أنتج فراغا مفتوحا على كل الاحتمالات....الخ 

في وسط كل ذلك، وفي غمرته بح صوت الشعب من أجل العدالة والخبز مع الكرامة، ومازال صادحا في وجه التجاهل والتلكؤ في تلبية مطالبه الاجتماعية، وضد المقاربة الأمنية التي أعادتنا إلى انتهاكات سنوات الجمر، ومحاكماته المسيئة للحق والقانون والعدالة.. 

و على الرغم من كل ذلك يبقى الآمل في أن تكون هذه السنة أحسن من سابقاتها: سنة المراجعات لسلوك  الفاعلين السياسيين، دولة وأحزابا، ومجتمعا مدنيا كذلك بما يعيد الاعتبار للعمل السياسي  والمدني، وبما يبني ويعزز الثقة الشعبية فيه، وسنة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية الكبرى والمؤجلة، وسنة إغلاق الملفات المرتبطة بحرية التعبير والرأي و الحق في التظاهر بإطلاق سراح معتقلي حراك الحسيمة والحراكات الأخرى، وبتوفير واحترام قواعد المحاكمة العادلة في القضايا التي مازالت أمام أنظار القضاء..   

إن الأمل، ولو كان "ميتافيزيقا" زاد معنوي حيوي و "وجودي" كي يعيش الإنسان واقفا منتصبا لا محبط راكعا، فاعلا من أجل الممكن والمتاح لا قاعدا مهزوما.

                  فلنشعل شمعة وسط ما يبدو عتمة !