عبد الواحد السلامي:الشباب المغربي .. واليأس المتدفق

عبد الواحد السلامي:الشباب المغربي .. واليأس المتدفق عبد الواحد السلامي
هل يعلم شباب بلادي؛ أن إستسلامهم للإحساس الخاطىء بالظلم يفقدهم القدرة على العمل الجاد و النجاح المنتظر، ألم تشعروا يوما بأنكم لم تحصلوا على ما تستحقون من نجاح ..ألم تشعروا أن قدراتكم عالية لكن لم تتاح لكم الفرص لإظهارها ..ألم تشعروا بأنكم تحاولون كثيرا .. تجتهدون كثيرا .. لكن لا أحد يقدر لكم ذلك ..ألم تتمنوا يوما الارتباط بفتيات مستقبلكم لكن الظروف حاصرت أحلامكم حتى أجهضتها
المطلوب منكم جميعا أيها الأحبة أن تواجهوا بكل ثقة، و عزم تلك الأوضاع المأساوية التي لا ذنب لكم
فيها و لا طاقة لكم بها الا بالتحدي و قهر المستحيل .. و مطلوب منكم يا شباب المغرب أن ترفعوا أيديكم الى السماء للحصول على عمل شريف و مناسب رغم البطالة الواسعة و المرعبة ..و هو أمر شاق عليكم و لا يتحقق الا بعد مجهودات مضنية ..
مطلوب منكم يا شباب البلد أن تتكفلوا بكل نفقات الأهل و أن تدخروا لتتزوجوا في ظل غلاء رهيب و رواتب ضئيلة ..هذا هو قدركم أن تعملوا بتركيز و اجتهاد و بدون أخطاء و حذار أن تشعروا بأن جيلكم ظلم ، لأن هذه الظروف الصعبة جدا لم تواجهها الأجيال السابقة أو على الأقل كانت أقل قسوة ..
من حقكم أن تحبوا و تتزوجوا فهذا حق طبيعي وشرعي لكنه يبدو لكم كحلم بعيد المنال ..فالامكانيات المادية محدودة و تكاليف الزواج رهيبة .. ندرك أنكم عندما تجتهدون في عمل ما و تكونوا على وشك جني ثماره و اخلاصكم تأتي المحسوبية و الوساطة لتقضي على اجتهادكم و تهدي الثمار لأشخاص لا يستحقون فتشعرون بظلم شديد ...
نعلم كما تعلمون أن واقعنا مليئا بالمواقف و الأحداث التي تجعلكم تشعرون بالظلم و ما أكثره في هذا الزمن .. لكن اذا تحليتم بالايمان الكامل بعدالة القوي العزيز فستكون ردة فعلكم عند التعرض للظلم
الذي لا تستطيعون دفعه .. هو الهدوء و الصبر و الثقة في أن الله الرحمان الرحيم لن يتخلى عنكم و سيساعدكم و يوفقكم طالما واصلتم الكفاح ..يا شباب بلادي نؤمن حقا أن المشاكل تعترضكم في كل طريق و المصاعب تصحبكم في كل خطوة من خطوات الحياة ..لا توجد فرص للجميع لكي يعملوا و يتزوجوا.. لكن يبقى الأمل قائما ..و الثقة ضرورية .. بعيدا عن الشعور بالظلم الذي يترك أثارا سلبية كبيرة في نفوس شبابنا لأنهم يرون أن الوصول الى النجاح لا يعتمد على الكفاءة و الاخلاص و العمل الجاد و انما على عوامل أخرى كالإتصالات الشخصية ..
فاذا استسلم الشاب سيفقد القدرة على التحرك و سيتلاشى حماسه لأية فكرة أو مشروع أو حلم جديد و ستسوء أوضاعه أكثر و هكذا يجد الشاب نفسه في دائرة مغلقة .. ظلم اجتماعي يعرضه للإحباط .. و لا مخرج من هذا الوضع الا بالاصرار و التحدي و عدم التوقف أبدا عن الاجتهاد لان التوقف معناه النهاية
شباب بلادي معذورون في شعورهم بالظلم لان الظروف المحيطة بهم قاسية جدا .. لكن ما أضيق الحياة لولا فسحة الأمل ننصح أحبتنا للتمسك بالأمل في مستقبل أفضل و عليهم أن يقرؤوا قصص العظماء و الناجحين ليعرفوا كم عانى أغلبهم في مطلع حياتهم ثم نجحوا في النهاية .. ان التخلي عن الأمل في غد مشرق هو أكبر ما يحطم حياة الانسان ..
عبد الواحد السلام ، الفاعل الجمعوي