الفنان ناجي بناجي يخرق سياج المحلية ليطل بسخريته اللاذعة من نافذة مجلة عربية

الفنان ناجي بناجي يخرق سياج المحلية ليطل بسخريته اللاذعة من نافذة مجلة عربية ناجي بناجي (يمينا)

ببصمة إبداعية جديدة، كان لفنان الكاريكاتير المغربي ناجي بناجي حضور قوي ضمن مضامين مجلة صدرت عن مدرسة الكاريكاتير بمدينة صفاقس التونسية. إذ طبعت الرسوم الملونة لهذا الفنان السفير الصفحات الداخلية، والتي تولى تلاميذ المدارس رسم بعضها بتقنية خطوط القلم العادي باللونين الأبيض والأسود. على أساس ما يمثله النشء من أهمية في مشروع المدرسة.

وكما سبقت الإشارة في مقالات سابقة، حط بناجي بثقله الفني في معارض متعدد بدولة تونس بأعمال رائدة، كما شارك في نشاط نوادي الكاريكاتير الثلاثة بدور الشباب في كل من عقارب والعامرة وحي المعز وبفضاءات أخرى.

ولهذا حاول الدكتور فرج الغضاب تحليل مكونات اللوحة الكاريكاتيرية للفنان ناجي بناجي، مستقرئا لا فحواها المضموني فحسب، بل حواريات الرسمة ولغز الامضاء كذلك، الذي ابتكره بناجي، مشيرا إلى براعة الرسام في مغادرة سياج المحلية ليهتم بما يجري من أحدث في العالم بمختلف القارات، مما يدل على اتساع ثقافته واهتمامه بصدى الأخبار العالمية الكبرى وهي تؤثر في بعض منها على العالم العربي والإسلامي بلا جدال.

 

 

وفي هذا السياق، قال الكاتب الصحافي والباحث بجامعة تونس، رشيد حسني، إن العدد الحالي للمجلة أتى زاخرا بالعديد من اللقاءات مع ألمع رسامي الكاريكاتير العرب، وحافل بالمواد الكاريكاتيرية المتنوعة. ملفتا إلى أنه يمثّل مشروعا طموحا يسهم في بناء مسار ثقافي وطني قائم على النقد العقلاني. علما، يضيف رشيد حسني، أن لا قيام لثقافة وطنية حرة ما لم يحقق أبناء الوطن الواحد جملة من المبادئ لعل أخطرها هو حرية التعبير الموظّفة من أجل الرقي والسعي لتحقيق الأفضل "والكاريكاتير الحر بقدر ما يجرح مآسي الواقع ويكشف مسبباتها، بقدر ما يشير إلى أقوم السبل لتغييرها وتأسيس رؤى مختلفة من شأنها النهوض بالفرد والمجتمع".

أما وحيد الهنتاتي، مدير مدرسة الكاريكاتير بصفاقس، فقد أكد على أنه حين عرض فكرة إصدار مجلة مختصة في الكاريكاتير على أصدقائه رسامي الكاريكاتير العرب وجد كل الترحاب و الاستعداد للتعاون، داعيا يد مساعدة الممولين والداعمين و المساندين كشرط لاستمرار المشروع.

وأردف بأن هذه المجلة لا تخدم فقط رسامي الكاريكاتير لأنها يمكن أن تكون إطارا يجمعهم ويعرف بأعمالهم على نطاق أوسع، إنما تخدم أيضا جمهورا عريضا من أحباء الفن الساخر فتقدم لهم عصارة جهد الفنانين في الوطن العربي ربما ليتبوأ هذا الفن مكانة أفضل بحكم أنه قادر على فضح و تعرية ونقد الظواهر السلبية في المجتمعات العربية.

وأوضح وحيد الهنتاني بأن المسؤولين عن المجلة يتمنون أن تكون شهرية يخصص كل عدد منها لإحدى المحاور التالية:

- لموضوع محدد كهذا العدد الذي خصص لموضوع الأزمة الاقتصادية بكل مظاهرها (غلاء الأسعار- الفساد - الفقر - الرشوة...) والمواضيع الحارقة التي يمكن أن نتطرق لها كثيرة: الهجرة - التلوث - المسؤول الفاشل - أزمة الماء - البطالة - تشغيل الأطفال).

- تخصيص العدد للحديث عن الكاريكاتير ورسامي الكاريكاتير في بلد عربي محدد.

- تخصيص العدد لتكـريم فنان كبير افتقدناه كناجي العلي،أحمد حجازي، محمد الزواوي، محمود كحيل، رشيد آيت قاسي... ويشتمل الملف على مقال تحليلي لأعماله وسيرته الفنية وأبرز ما كتب عنه وما قيل فيه من الفنانين والنقاد وطرائف من حياته واستعراض لمجموعة كبيرة من أعماله.

- تخصيص العدد للتعريف بفنان كبير مبدع وغزير الإنتاج  كالفنان علي فرزات، هاشم كاروري، العربي الصبان.

- تخصيص العدد للحديث عن شخصية مشهورة تركت أثرا كشارلي شابلن، أو مثيرة للجدل كدونالد ترامب، واستعراض رسوم كاريكاتير هذه الشخصية من طرف رسامين عرب وأجانب.

وختم مدير المجلة بأن الأخيرة تفتح ذراعيها لكل رسامي الكاريكاتير العرب ولكل الكتاب والنقاد المهتمين بالمجال، مذكرا بأن المشروع قابل للتطوير ومن المنتظر أن يشهد خطى تقدمية شكلا ومضمونا.