صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء 19 دجنبر2018، بأغلبية كبيرة على "الميثاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة" الذي يعد، حسب الأمم المتحدة، أول اتفاق يتم التفاوض عليه بين الحكومات لتغطية جميع أبعاد الهجرة الدولية بطريقة شاملة ومستفيضة.
وصوت لصالح الميثاق 152 بلدا، خلال عملية التصويت التي جرت في جلسة عامة عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما امتنعت 12 دولة عن التصويت على نص الميثاق وعارضته خمسة بلدان. وتأتي مصادقة الجمعية العامة على هذه الوثيقة الهامة بعدما تم اعتمادها رسميا بأغلبية كبيرة في مؤتمر الامم المتحدة الحكومي الذي احتضنته مدينة مراكش يومي 10 و11 دجنبر الجاري.
ويتضمن الميثاق (غير الملزم) الواقع في 25 صفحة مبادئ تتعلق بالدفاع عن حقوق الإنسان والأطفال والاعتراف بالسيادة الوطنية للدول. ويقترح إجراءات لمساعدة البلدان التي تواجه موجات هجرة من قبيل تبادل المعلومات والخبرات ودمج المهاجرين، كما ينص على منع الاعتقالات العشوائية في صفوف المهاجرين وعدم اللجوء إلى إيقافهم سوى كخيار أخير.
ومن بين أهدافه كذلك تقليل العوامل الهيكلية والأسباب التي تدفع البشر لمغادرة مواطنهم، ضمان حصول كل المهاجرين على الوثائق الشخصية اللازمة والأوراق الثبوتية، جعل المعلومات الموضوعية متوافرة في كل مراحل عملية الهجرة، العمل على إنقاذ المهاجرين وتنسيق الجهود الدولية للبحث عن المفقودين، خلق ظروف تسمح للمهاجرين بالمساهمة في التنمية المستدامة في كل البلدان، التعاون في مجال العودة الآمنة للمهاجرين لبلدانهم، في حال الضرورة، ولم يضع الميثاق أي شروط تتعلق بعدد اللاجئين الواجب على كل الدول استقبالهم. كما يدعو الميثاق لمكافحة الإتجار بالبشر...
ونتج الميثاق العالمي بشأن الهجرة عن (إعلان نيويورك للاجئين والمهاجرين)، الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع في شتنبر 2016. كما أنه تتويج لثمانية عشر شهرا من المناقشات والمشاورات بين الدول الأعضاء والجهات الفاعلة الأخرى، بما في ذلك المسؤولون الوطنيون والمحليون والمجتمع المدني والقطاعان العام والخاص والمهاجرون.