هكذا تكون المدن الذكية يا حكام الدار البيضاء

هكذا تكون المدن الذكية يا حكام الدار البيضاء العمدة العماري يتوسط وفد مدينة شانغهاي الذي زار مدينة الدار البيضاء في 19 ستنبر 2018

في الوقت الذي تتخمنا خطابات الخشب للمسؤولين عن مدينة الدار البيضاء بخصوص جعل المدينة واحدة من أبرز المدن الذكية في إفريقيا، نسمع حكايات كالحلم بالعديد من دول العالم تجسد بالملموس ماذا يعني مدينة ذكية بمفهوم القرن الواحد والعشرين، وليس بمفهوم منتخبينا الذين يفكرون بمنطق العصور الحجرية.

نعم حكايات كالحلم، على الأقل بالنسبة لنا سكان الدار البيضاء، الذين اكتوينا بنار الاختناق المروري، وانتشار الأزبال والبشاعة العمرانية وتفشي مظاهر الرعب العمراني، وفشل المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي بالمدينة في تجسيد فكرة "المدينة الذكية" على أرض الواقع..

لكن ما يواسينا هو أن هناك شعوبا وأمما عرفت كيف تتحفنا بالمعنى الحقيقي للمفهوم المدن الذكية، حيث نجح المسؤولون في مدينة شانغهاي الصينية، في التشغيل التجريبي لأسطول حافلات سياحية مجهزة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يوم 19 دجنبر 2018، وتهدف الحافلات السياحية المكونة من طابقين التي قامت بتطويرها شركة بايدو لمحركات البحث الصينية وشركة سياحية في شانغهاي، إلى جعل السفر أكثر ملاءمة للسياحة من خلال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

ويسمح للسياح بالصعود على الحافلة بخاصية التعرف على الوجه وليس هناك حاجة للتذاكر. وتستطيع خدمات الترجمة اللاسلكية الموجودة على الحافلة تقديم خدمات متنوعة للسياح، من بينها الترجمة والإجابة على أسئلتهم والإرشاد الصوتي. وتقدم هذه الخدمة ترجمات للغات عديدة، من بينها الإنجليزية واليابانية والكورية والتايلاندية والروسية والإسبانية والألمانية والعربية.

وحسب صحيفة "الشعب" اليومية التي أوردت الخبر، فسوف تبدأ هذه الحافلات عملها الرسمي بداية من يناير 2019. وسوف يستخدم أسطول يضم عشر حافلات سياحية في البداية ثم سيتم اضافة عشر حافلات أخرى في وقت لاحق العام القادم. ووقعت بايدو وشانغهاي اطارا تعاونيا استراتيجيا في نوفمبر من أجل الترويج لجعل شانغهاي مدينة ذكية.

نستخلص من هذه الأحلام الجميلة، التي تتحقق في مدينة شانغهاي التي تربطنا معها يا حسرة اتفاقية توأمة منذ سنة 1986، أننا خارج إطار الزمن، وأن 60 سنة من العلاقات مع هذه المدينة الصينية لم تصب مسؤولينا بعدوى الانضباط الصيني.