خطورة تصريح الرميد تكمن في كثافة الهمز و اللمز المحشو بين ثنايا؛ كلماته والمحيل إلى أن قرار متابعة حامي الدين ما هو إلا مجرد تصفية حسابات سياسية معه و مع حزب العدالة و التنمية، من طرف نفس "القوة الخفية" التي دأبوا على تسميتها بالتحكم ،و هو ما يخلق نوعا من الالتباس حول ماهية الدولة و من يسيرها، و يدفع نحو الاعتقاد أن المؤسسات بالبلاد ما هي إلا مرافق صورية يتم اعتمادها كواجهة تجميلية لسلطة متوحشة يتحكم في دواليبها جهات أخرى غير تلك الظاهرة للعيان.
ادعاء البطولة و الشرف و الفروسية من طرف الرميد، يقتضي بشكل أساسي و أولي تقديم الاستقالة الفردية و الجماعية من حكومة صورية لا تحكم و لا تسود، و تسمية الأشياء بمسمياتها، العودة إلى جادة النضال والتخلي عن السيارات الفارهة و الجوازات الديبلوماسية، و الخدم و الحشم، و الاكتفاء بالزوجة الوحيدة، و الكف عن التدليك، و التبضع من باريس و روما.
أما أن تصدر بلاغا كالذي أصدرته الأمانة العامة لحزب العدالة و التنمية،و إرفاقه بتشكيل لجنة تتكلف بمؤازرة حامي الدين ظاهريا و تعمل على التفاوض سرا، فهذا لن يزيد إلى من تبئيس الواقع السياسي، ولن تزيد كذلك لا من إغراق سفينة هذا الحزب .
-علي الغنبوري، باحث