علي الغنبوري: كفى أيها الرميد من "التونعير"الفارغ..

علي الغنبوري: كفى أيها الرميد من "التونعير"الفارغ.. علي الغنبوري
"لن نسكت على ما يتعرض له عبد العالي حامي الدين" بهذه العبارة ختم مصطفى الرميد تصريحه لأحد المواقع الإخبارية، المنطق السياسي السليم يفترض أن هذا التصريح صادر عن احد قيادات المعارضة في دولة قمعية ضد ما يتعرضون له من قمع و مضايقات و تكميم للأفواه، لكن هذا التصريح صدر عن وزير حالي يقود حزبه الحكومة ، ينزع من القضاء استقلاليته ويضعه في قلب الصراع السياسي.
خطورة تصريح الرميد تكمن في كثافة الهمز و اللمز المحشو بين ثنايا؛ كلماته والمحيل إلى أن قرار متابعة حامي الدين ما هو إلا مجرد تصفية حسابات سياسية معه و مع حزب العدالة و التنمية، من طرف نفس "القوة الخفية" التي دأبوا على تسميتها بالتحكم ،و هو ما يخلق نوعا من الالتباس حول ماهية الدولة و من يسيرها، و يدفع نحو الاعتقاد أن المؤسسات بالبلاد ما هي إلا مرافق صورية يتم اعتمادها كواجهة تجميلية لسلطة متوحشة يتحكم في دواليبها جهات أخرى غير تلك الظاهرة للعيان.
ادعاء البطولة و الشرف و الفروسية من طرف الرميد، يقتضي بشكل أساسي و أولي تقديم الاستقالة الفردية و الجماعية من حكومة صورية لا تحكم و لا تسود، و تسمية الأشياء بمسمياتها، العودة إلى جادة النضال والتخلي عن السيارات الفارهة و الجوازات الديبلوماسية، و الخدم و الحشم، و الاكتفاء بالزوجة الوحيدة، و الكف عن التدليك، و التبضع من باريس و روما.
أما أن تصدر بلاغا كالذي أصدرته الأمانة العامة لحزب العدالة و التنمية،و إرفاقه بتشكيل لجنة تتكلف بمؤازرة حامي الدين ظاهريا و تعمل على التفاوض سرا، فهذا لن يزيد إلى من تبئيس الواقع السياسي، ولن تزيد كذلك لا من إغراق سفينة هذا الحزب .
                                                                            -علي الغنبوري، باحث