بعد إزاحة رئيس بلدية المحمدية.. كفى من تغليب المصالح الذاتية في اختيار من سيقود سفينة الرئاسة!

بعد إزاحة رئيس بلدية المحمدية.. كفى من تغليب المصالح الذاتية في اختيار من سيقود سفينة الرئاسة!

إذا كانت المعارضة قد حققت مهمة صعبة، فإن المهمة الأصعب هي التي تنتظرها الآن.. فإزاحة رئيس بلدية المحمدية حسن عنترة لم تكن سهلة، ولو لم يصادف الظرف الفصل 70 لظلت الأمور متشعبة الواجهات، وتبقى كل المصالح متوقفة بالبلدية، كما حدث الآن منذ التصويت على إقالة الرئيس. إلا أن الالتجاء للمحكمة الإدارية جعل الحسم يتم دون أخذ أو رد..

المعارضة الآن يغيب عنها توحيد الرؤيا، بالأمس كانوا متحدين من أجل إزاحة الرئيس، لكنهم اليوم ليسوا متحدين على انتخاب رئيس جديد، لأن الحسابات بدت غير واضحة المعالم، وعنصر المفاجأة يبقى واردا.. فالإجماع على اسم معين في الظرف الحالي غير وارد تماما... هناك اقتراحات وبعض التكتلات، لكنها لن تعطي نتيجة نهائية، خاصة وأن ممثلي "البيجيدي" بالأمس ليسوا هم أعضاء اليوم، وهناك من يسيرهم من وراء الستار... وطموحهم في الرئاسة يتجدد، خلافا لما كانوا يرددونه قبل قرار العزل ...هناك احتمالات واحتمالات، لكن التوافق يبدو عسيرا في الوقت الحالي. البعض  يلح على منح هذه المسؤولية لمن هو أهل لها؛ والبعض الآخر يقرنها بالمصالح الخاصة، بينما التوافقات الحزبية قد تفرز بعض المفاجآت غير المتوقعة، وهذا أمر تتخوف منه ساكنة المحمدية المتطلعة إلى رئيس مؤهل لتحمل المسؤولية على الوجه الأكمل، قادر على فتح قنوات التواصل والعمل وفق عمل تشاركي وتشاوري واجتياز مرحلة الفراغ التي عاشتها البلدية بفترة طويلة جعلت عشرات المشاريع تعاني من التوقف.

وبين هذا وذاك، فالساكنة تطالب بوضع الثقة في من هو أهل لها، وكفى من تغليب المصالح الذاتية في اختيار من يقود سفينة رئاسة بلدية المحمدية.

في الوقت الحالي تتحدث مصادر عليمة عن مجموعة من الاقتراحات، لكن لا يجب إلإغفال بأن هناك أجندة تشتغل في الظل.. وهذا إشكال سيزيد من رسم صعوبات أخرى في إيجاد رئيس بالمواصفات المأمولة.

إن أمر حسن الاختيار لا يبدو سهلا، لكن إذا وضع الجميع مصلحة المدينة ذات الأولوية، فإن اختيار رئيس يستحق هذه المسؤولية سيتم وبدون حسابات ضيقة أو مصلحية.. فهل من إرادات حقيقية في هذا الاتجاه؟