طارق أثلاثي: لقاء جنيف لا يعني بالضرورة الوصول إلى اتفاق وإنما إذابة الجليد

طارق أثلاثي: لقاء جنيف لا يعني بالضرورة الوصول إلى اتفاق وإنما إذابة الجليد طارق أثلاثي، رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث الإستراتيجية

قال طارق أثلاثي رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث الإستراتيجية في لقاء مع قناة "فرانس 24 " ضمن برنامج "وجها لوجه" إن الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه في الصحراء كولر استطاعا تحريك المياه الراكدة في رمال الصحراء المغربية بعد جفاء استمر لست سنوات، مضيفا بأن كولر استطاع القيام بهذه المهمة في ظرف زمني قياسي لم يتجاوز 14 شهرا، مشيرا بأن المملكة المغربية تجاوبت مع الدعوة لعقد لقاء جنيف جاء انطلاقا من قناعاتها التابثة والراسخة في دعم جهود الأمم المتحدة من أجل الوصول الى حل سياسي سلمي متوافق عليه مع الطرف الآخر .

وأكد أثلاثي أن إعادة طريق المفاوضات عبر محادثات ليس بالأمر الهين، لأن فيه قطع مع الأسباب المؤدية الى انهيار المفاوضات السابقة والتي للأسف – يضيف – لعب فيها المبعوث السابق كريستوفر روس دورا كبيرا من خلال تحوير المبدأ الأساسي الذي تبناه مجلس الأمن والأمم المتحدة كإطار للمفاوضات، موضحا بأن هذا التحريف حدث بسبب عدم تحديد المنطلقات المرجعية لهذا التفاوض، مضيفا بأن المملكة المغربية فهمت المقصود بإيجاد حل سياسي واقترحت مشروع الحكم الذاتي، بينما كان الغرض الأساسي للطرف الآخر هو تلميع صورة جبهة البوليساريو لتعتبر دوليا بأنها هي الممثل الشرعي، وهي المسألة التي باتت اليوم خارج السياق، وذهب اثلاثي أن لقاء جنيف لا يعني بالضرورة الوصول الى اتفاق، بل الغرض الأساسي منه هو إذابة الجليد ووضع محددات وفقا لميثاق الأمم المتحدة، مشيرا بأن المنطلق في هذه المحادثات هو القرار 40/24 وهو القرار الذي ولأول مرة يخرج من كانوا مجرد أطراف مراقبة من الغموض الى الوضوح ( يقصد الجزائر موريتانيا )، لافتا الإنتباه الى أن هناك من كان ينطلق من صفة مراقب ويتحجج بها طيلة عقود، بينما القرار الجديد قصر صفة مراقب على بعثة المينورسو فقط، وكان واضحا – يقول اثلاثي – أن القرار أوصى الأطراف الأخرى بحماية بعثة المينورسو كما حمل تحذيرا حمل فيه المسؤولية لجبهة البوليساريو بعدم العودة الى خرق المناطق العازلة المنزوعة السلاح وإلا سيشكل ذلك خرق للفقرة الأولى لقرار 1991 المتعلق بوقف إطلاق النار.