"وصفة" الفاعل التربوي محمد الدحماني لتجنب تعذيب التلاميذ بالواجبات المنزلية

"وصفة" الفاعل التربوي محمد الدحماني لتجنب تعذيب التلاميذ بالواجبات المنزلية محمد الدحماني
لم يتردد الفاعل التربوي، الأستاذ محمد الدحماني، في انتقاد سلبيات دورة حياة التعلم بالمدرسة العمومية نظرا لانعكاسات أسلوب وبرامج ومقررات، وكثرة ساعات الدراسة على شخصية الطفل/ التلميذ، وقال مؤكدا في هذا السياق لجريدة "أنفاس بريس" إن الوزارة لا تأخذ برأي "أهل الدار والممارسين للعملية التعليمية، لما تطلب رأيهم بخصوص الحلول الممكنة لبعض مظاهر أزمة التعليم".
وأضاف نفس المتحدث قائلا" لقد ساهمنا مرات عديدة في تقديم اقتراحات حول التخفيف من إرهاق التلميذ بالمغرب وخلق مناخ يفتح شهية التعلم". واستطرد الأستاذ الدحماني قائلا في تصريحه للجريدة "نعم هناك إرهاق للتلميذ من خلال مجموعة من الإكراهات التي نشخصها ونعاينها واقعيا".
الأستاذ الدحماني بصفته إطارا تربويا بإقليم آسفي قال "لقد سبق لنا أن اشتغلنا على إشكالات هذا الملف مدة سنتين في إطار لجنة اقليمية وتقدمنا بمقترحات للوزارة، من أهمها توصية تتعلق بتقليص ساعات الدراسة من 30 ساعة إلى 26 ساعة بما فيها ساعات التربية البدنية".
وأردف قائلا: "كما طالبنا بإعادة توزيع المواد الدراسية، وتوزيعها حسب المستوى الإدراكي للتلميذ ابتداء من القسم الأول إلى المستوى السادس أساسي"، موضحا أنه "يجب مراعاة قدرة التلميذ الادراكية والعقلية والدكائية والبدنية في علاقة مع سن التلميذ، خلال عملية التدريس والتلقين كميا وكيفيا أتناء انجاز الكراسات".
وأكد الدحماني قائلا "يجب أن تكون عملية تدريس المواد بشكل تصاعدي وتدريجي، بعيدا عن الحشو والارهاق الذي يقتل روح الإبداع والمبادرة والتلقائية".
وطالب نفس المتحدث "بإدخال المواد الحديثة المرتبطة بالمعلوميات والعالم الرقمي في حياة دروة التعلم لدى التلميذ بالمدرسة العمومية، وتشجيع تعامله الحسي الحركي والذهني مع الحاسوب لأنه رهان الحاضر والمستقبل، ابتداء من القسم الأول أساسي..".
وترافع بشكل تربوي موضحا بأن "الرهان اليوم على التدريس والتعليم مرتبط بتقليص ساعات الدراسة بالنسبة للتلميذ في المرحلة الابتدائية، معتبرا أن 30 ساعة كثيرة ومرهقة، تنضاف إلى بعض المواد التي لن تفيد المتعلم في حياته ومشواره المعرفي".
وتساءل باستغراب بقوله "ما معنى أن يلج التلميذ للمدرسة ويجلس في حجرة مدة أربع ساعات متتالية في الصباح وأخرى في المساء؟ إنه فعلا إرهاق وقتل لروح الابداع، دون الحديث عن جحيم ساعات الواجبات المنزلية، والساعات الخصوصية في السوق السوداء".
واستحضر مطالب فريق البحث والتشخيص الذي رفع توصياته للوزارة مؤكدا " نحن طالبنا من خلال مقترحاتنا للوزارة بضرورة تعميم التعليم الأولي ما قبل المدرسي، ويجب أن يكون تعليما نظاميا تابعا وخاضعا للوزارة وليس للجمعيات، وللإحسان وأهواء البعض، لا يجب أن نقبل اليوم بتدبير التعليم الأولي بالسعاية والتسول والإحسان مقابل أداء أجور المؤطرين عبر المنح،"
وشدد بقوله على أن الوزارة مطالبة " بتوفير الموارد البشرية وتشغيل نساء الموجزات والدكاترة في حقل التعليم، وتحدث أقسام وحجرات للتعليم الأولي بكل المؤسسات التعليمية و بكل المديريات والأكاديميات، وتضمن حقوقهم".
وفي ختام تصريحه قال بأن "هذه الاقتراحات نعتبرها من مخرجات نجاح التعليم بالمغرب والحد من فشل المنظومة التعليمية".