بعد إهانته لموظف بنكي، سائق باشا مدينة اليوسفية يتزعم عصابة للتنكيل بحارس أمن خاص

بعد إهانته لموظف بنكي، سائق باشا مدينة اليوسفية يتزعم عصابة للتنكيل بحارس أمن خاص الفاعل الجمعوي حمزة فويمتيزي، حارس الأمن الخاص. و"بوستير" لـ رعاة البقر

"مثل أحداث أفلام الويستيرن ورعاة البقر، واقعة اعتداء خطيرة، وقعت بداخل وكالة بنكية باليوسفية أمس الأربعاء 28 نونبر 2018، وامتد الاعتداء المباغت في الشارع العام أمام الملأ، لم ينقص من قوة السيناريو والإخراج سوى خيول يمتطيها رجال زعيم العصابة، ومسدسات ورصاص".

ـ إليكم الوقائع..

أكد شهود عيان لجريدة "أنفاس بريس" بأن أحد الموظفين العاملين بالوكالة البنكية BMCE المتواجدة بشارع بئر إنزران قد تعرض مساء 28 نونبر 2018 "للإهانة خلال مزاولة عمله الاعتيادي أمام الزبناء من طرف أحد البلطجية". وقالت نفس المصادر باستغراب للجريدة "لقد أمطر أحد الأشخاص، موظف الوكالة البنكية بوابل من السب والشتم والاستفزاز، رغم تدخل حارس الأمن الذي حاول تنيه وإخراجه من مقر الوكالة".

وفي اتصال للجريدة بالموظف الذي تعرض للإهانة والسب والشتم أثناء قيامه بمهامه ووظيفته البنكية، عبر عن قلقه الشديد بسب ما تعرض له من طرف "السائق الخاص لباشا مدينة اليوسفية"، وقال للجريدة متأسفا " سلوك مرفوض ما قام به الزبون، على اعتبار أنه السائق الخاص لباشا المدينة... لقد تطاول على المؤسسة ولم يحترم نفسه، وأساء للسلطة الإدارية، ولنفسه ولمحيطه الإداري". وأكد على أنه "سيتقدم بشكاية في الموضوع في الساعات القليلة القادمة".

الأغرب من ذلك أن سائق باشا مدينة اليوسفية حول معركته خارج الوكالة واعترض سبيل حارس الأمن، وتصرف ببلطجية في الشارع العام حيث "تربص بحارس الأمن الخاص ( ح/ ف) وتتبع خطواته إلى أن ابتعد عن مقر عمله، وأجهز عليه رفقة شخصين، وانهالوا عليه بالضرب والرفس والركل أمام شهود عيان، بالقرب من مكتب أحد المحامين .في واضحة النهار".  

 انتقلت الجريدة إلى الديمومة بمقر مفوضية الشرطة وعاينت آثار الضرب والجرح والخدوش على جسد حارس الأمن الخاص، وتمزيق ملابس الحراسة حيث أفادنا قائلا: "تعرضت للتهجم من لدن عصابة مكونة من ثلاثة أشخاص بقيادة السائق الخاص لباشا مدينة اليوسفية". وأكد بأنه "سلم للعناصر الأمنية شهادة طبية مؤقتة تتبث عجزه ب 20 يوما، وفتح محضر متابعة ضد سائق الباشا وأفراد العصابة التي رافقته، وينتظر إحالة المتابعة على وكيل الملك بمحكمة اليوسفية".

وعن ملابسات ملف القضية أكد حارس الأمن للجريدة قائلا: "لقد تجاوز سائق الباشا حدوده داخل مقر العمل، واستفز الموظف البنكي بطريقة حاطة من الكرامة، رغم أنه قام بكل الخدمات التي طالب بها كزبون... قمت بمهمتي المرتبطة بحماية الوكالة والموظفين، وطالبته بأدب واحترام لكي يغادر مقر العمل، لكنه رفض... ولما علم أننا سنقوم بإحبار الشرطة غادر الوكالة مسرعا".

وحسب مصادر الجريدة فقد "عبر باشا المدينة عن استيائه مما وقع داخل مقر عمل الوكالة البنكية، وندد بسلوك سائقه الخاص"، وفي نفس السياق عبر العديد من الموظفين بالوكالات البنكية وحراس الأمن الخاص بالمدينة، عن "تدمرهم، واستيائهم مما وقع لحراس الأمن، مطالبين باتخاذ الاجراءات القانونية لردع مثل هذه السلوكات البلطجية" .

وقال مدير إحدى الوكالات بنكية باليوسفية "نحترم كل الزبناء، ونقدم لهم كل الخدمات المطلوبة وفق القانون، لكننا نرفض مثل هذه السلوكات البلطجية، والتطاول على الموظفين وإهانتهم داخل مقرات العمل" وأعلن نفس المتحدث تضامنه مع حارس الأمن الخاص، مطالبا "بحمايته ورد الاعتبار له مما لحقه من طرف سائق باشا المدينة".

موجة من الاتصالات الهاتفية وسط مفوضية الشرطة كان يرد عليها (ح/ف) تعلن تضامنها معه من خلال فعاليات المجتمع المدني لأن حارس الأمن المعتدى عليه هو "فاعل جمعوي ومربي وإطار بجمعية الشعلة للتربية والثقافة، معروف بأخلاقه وطيبوبته وخدماته لحقل الطفولة والشباب..".

وقد استنكر العديد من المواطنين والمواطنات سلوك الاعتداء والتهجم على حارس الأمن، وطالبوا من باشا المدينة أن يتبرأ من سائقه الخاص لأنه يعتبر نفسه "محمي وله نفوذ سلطوي ، ويده طويلة على كل من يقف في طريقه" حسب تصريح أحد فعاليات المدينة.

فهل تحرك النيابة العامة شكاية حارس الأمن الخاص، ومتابعة سائق باشا مدينة اليوسفية وتستعجل محاسبته على اعتداءه على الناس وسط الشارع العام ؟