السلماني: أمينتو حيدر "حياحة" تتاجر بالقضية على حساب الكرامة والعائلة والتاريخ المشترك

السلماني: أمينتو حيدر "حياحة" تتاجر بالقضية على حساب الكرامة والعائلة والتاريخ المشترك الأستاذ عبد الغني السلماني والانفصالية أمينتو حيدر

اعتبر الكاتب والباحث في علم الاجتماع السياسي، عبد الغني السلماني، في تصريحه لجريدة "أنفاس بريس" بأن رهان الانفصالية أمينتو حيدر كان "خاسرا في زمن تقدم المغرب وطرحه للعديد من المبادرات". معللا  استنتاجه وتحليلاته من خلال قراءته لما جاء في حوارها مع وكالة الأنباء الإسبانية efe بالقول "إن هذه القراءة لم تعد واقعية ولا سياسية للجواب على مستقبل الشعوب والسكان في نفس الآن، سواء تواجدوا في الأقاليم الجنوبية أو في منطقة الرابوني ومخيمات تندوف".

جريدة "أنفاس بريس" تقدم لقرائها التصريح الرد الذي تقدم به الأستاذ والكاتب عبد الغني السلماني.

"بتصريحها لوكالة الأنباء الإسبانية  efeتكون الناشطة "الانفصالية" أمينتو حيدر قد فقدت الصواب مرة أخرى بتصريحها للوكالة السالفة الذكر "بأن الصحراويين الصغار لهم الثقة في الأمم المتحدة ويتطلعون إلى عملية سلام تعطي "الشرعية" لتقرير المصير للشعب الصحراوي، "صراع سينتقل من جيل إلى جيل" إنه رهان خاسر في زمن تقدم المغرب وطرحه للعديد من المبادرات، وخاصة أن شروط تأسيس الجبهة لم يعد ما يبرره الآن في زمن التحولات وتغيير موازين القوى على المستوى الدولي، بعدما ترسخ مفهوم العلاقات الدولية المبني على المنفعة والشراكة والمصلحة الذاتية... حيث لم يعد الحلم ممكنا للجبهة التي كانت تراهن كتنظيم يمثل "أنوية ثورية متحركة" من الجنوب نحو الشمال لتحرير الشعب المغربي من ربقة ما كانت تصفه أدبيات الحركة الماركسية اللينينية في المغرب بـ "النظام الرجعي الكومبرادوري". إن هذه القراءة لم تعد واقعية ولا سياسية للجواب على مستقبل الشعوب والسكان في نفس الآن سواء تواجدوا في الأقاليم الجنوبية أو في منطقة الرابوني ومخيمات تندوف.

لابد من التذكير  بالأفكار السياسية التي كانت تمتح من نظرية حق الشعوب في تقرير المصير، والتي اقتات على فتاتها العديد من خصوم الوحدة الترابية، والمراهنة بشكل غير مباشر على "البؤر التحريضية"، والتي كان يباشرها أنصار الجبهة في الداخل أو من يدور في فلكهم.. هذا الوضع تزامن مع رؤية الدولة المغربية في تلك المرحلة وخاصة مرحلة بعد المسيرة الخضراء، حيث أن النظام لم يكن له أي طرح معين لملف الصحراء أو أي تفاهم محتمل حولها.

لكن بعد وصول محمد السادس الحكم، وبحكم مباشرته للملف في مرحلة سابقة حين كان وليا للعهد والجلوس مع العديد من الصحراويين في خطوة اعتبرت مهمة في حل مشكل الصحراء، وبالرجوع لكل مبادرات المغرب كمقترح الحكم الذاتي والجهوية المتقدمة واختيارات دستور 2011 وما واكبه من نقاش شبابي وحِراك وسع مطلب الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، كمطالب تعمق مطلب وطن يتسع للجميع.

إنها الخيبة التي يتلقاها البوليساريو، وبالخصوص انفصاليو الداخل؛ خيبة في الوقت الذي تعول فيه الفئات الشابة داخل المخيمات لتقود خط تصحيحي حقيقي  للاختلاف مع القيادة الشمولية، يُتوج بالعودة بكرامة وفي اطار حل جماعي من أجل لَمْ شمل الذاكرة وإنهاء معاناة العائلات في الأقاليم الصحراوية ومخيمات اللاجئين .

اختارت السيدة أمينتو التخندق وراء قيادة هلامية لا تبحث سوى على تمديد الأزمة وتشديد الخناق على كل الإرادات الراغبة في الحل والمؤمنة بأن الخيارات التي اختارها المغرب من خلال الإعلان عن جهوية متقدمة في المناطق الجنوبية كفيل بتحقيق الكرامة والمساهمة في بناء الوطن  في كل  أبعاده. وخاصة أن الماسكين الحقيقيين بملف التفاوض عند الجبهة لا يراهنون على أشباه أمينتو حيدر، بل يوظفونها ككومبارس في معركة يعرفون تفاصيلها مسبقا.. فانفصاليو الداخل لا يمتلكون شرعية واقعية في الميدان سوى التصريح لوكالات أنباء أجنبية غالبا ما تبتز المملكة باسم البحث عن الحقيقة وإسماع صوت البوليزاريو الداخل لافتقادهم لشرعية تأسيسية وطنية ومحلية، إنها أقلية يسمون بمجموعة المغرب "الداخل"، وهم من أتباع الجبهة الذين ازدادوا ومارسوا العمل شبه السياسي في بعض التنظيمات المغلقة والمتطرفة.

مبادرات المغرب المختلفة تفقد الصواب للقيادة التقليدية "للجبهة"، وتجعلها جاثمة في مكانها تردد سمفونية تقرير المصير، وبهذه المقترحات التي يشيد بها المنتظم الدولي؛ يكون المغرب يمتلك رؤية مؤطرة ومنفتحة في النقاش ولم يقيدها أي موقف مسبق من الشباب في المخيمات الذي تنقصه الحرية في تقرير مصيره وانعتاقه من الإرهاب الممارس عليه في مخيمات تندوف الشقية .

وفي هذا الإطار فإن الوطن ظل، ويظل، "منفتحا ومتفائلا" بخصوص مستقبل المفاوضات، وحتى العلاقة مع الجارة الجزائر التي خصها ملك البلاد في خطاب المسيرة لهذه السنة بمبادرة لإحداث آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور. إنها الخطوة التي حظيت بتنويه كبير من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية، باعتبارها إرادة صادقة لخلق إطار حوار جاد ومسؤول من أجل مستقبل الأجيال هنا وهناك. كما يمكن الإشارة أيضا، أن المغرب اتخذ برسالة الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي، بتاريخ 23 نونبر، المتضمنة  لطلبي دولتي تونس والجزائر لعقد اجتماع لمجلس وزراء الشؤون الخارجية، حيث أن المغرب ليس لديه أي اعتراض من حيث المبدأ بخصوص عقد اجتماع لمجلس وزراء الشؤون الخارجية لاتحاد المغرب العربي.

إنها السياقات التي يجب أن تستحضرها السيدة أمينتو حيدر كي تساهم في إنعاش الحوار والتواصل وحل المشاكل من أجل عودة الصحراويين المغتربين عن أرض الوطن، وتحريرهم من إرادة الوهم التي ترسخها الجبهة في ذاكرتهم. سوء الفهم يُقوض كل الفرص، ويفتح فرص أخرى للمتاجرين بحقوق الصحراويين اللاجئين في مخيمات العار للاغتناء على حساب الكرامة والعائلة والتاريخ المشترك"؟؟