بوعرفة مخاطبا العثماني: حكومتكم مرتبكة وفقدت البوصلة وعليها أن تعيد الاعتبار للعمل النقابي

بوعرفة مخاطبا العثماني: حكومتكم مرتبكة وفقدت البوصلة وعليها أن تعيد الاعتبار للعمل النقابي سعد الدين العثماني، وعدي بوعرفة
نبه عدي بوعرفة، النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، الحكومة إلى خطورة الأوضاع التي تمر بها بلادنا اليوم، مؤكدا أن أسباب ذلك تعود بالأساس إلى عدم انسجام الحكومة، التي تسطر برامج وتصورات متناقضة لا تساعد على بناء دولة ديمقراطية.
وخاطب عدي رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، خلال جلسة المسائلة الشهرية المنعقدة اليوم الاثنين 26 نونبر 2018، بلغة شديدة اللهجة قائلا "حكومتكم مرتبكة في تصوراتها ونهجها ومترددة في قراراتها وفاقدة للبوصلة وغير مبالية بخطورة الوضعية الاجتماعية وتجلياتها وتداعياتها"، متسائلا، في ذات الوقت، "كيف لحكومة عاجزة عن معالجة اختلالاتها وليس لديها إرادة سياسية أن تعالج المشاكل المطروحة على البلاد".
وبالحديث عن سياسة الحكومة في الوصول إلى المرتبة 50 في مؤشر مناخ الأعمال، كشف عدي بوعرفة أن الحكومة لم تعمل على إخراج توصيات عدة مناظرات وطنية رغم ارتباطها الوثيق بمناخ الأعمال كالمناظرة الوطنية حول حكامة القطاع العمومي والمناظرة الوطنية حول الإصلاح الجبائي، مشددا على أن الحكومة انكبت أكثر من سابقتها على تحسين المؤشرات الدولية، مع العلم أن هذه المؤشرات لا يعكسها الواقع المعاش للمواطنين، حسب تعبير ذات المتحدث.
وطالب النائب البرلماني الحكومة بتكريس جهودها للإصلاحات العميقة والبنيوية لجعل القطاعات المرتبطة بتجويد مناخ الأعمال أساسية وجوهرية، كالقضاء والأملاك العقارية والأبناك ومحاربة الفساد والإدارة والمساطير وتراكم متأخرات الأداء العمومية، موضحا أن تعدد الأنظمة العقارية يسائلنا جميعا لأنها لا تساعد على الاستثمار، على اعتبار أن هناك أملاك تخضع لنظام خاص، كالملك الغابوي والملك العمومي والملك الخاص للدولة والملك الخاص للأشخاص الذاتيين والاعتباريين، وكذا الملك الخاص للتعاونيات وأراضي الجموع والأراضي السلالية.
"يجب استحضار الرسالة الملكية السامية التي وجهها جلالة الملك محمد السادس خلال المنتدى البرلماني الدولي الثاني للعدالة الاجتماعية"، يضيف عدي بوعرفة "هذه الرسالة استحضر فيها جلالته الرهانات الأربع لبناء النموذج المغربي للعدالة الاجتماعية، الرهان الأول يتعلق بمأسسة آليات الحوار الاجتماعي وهي أساسية وجوهرية، فيما يهم الرهان الثاني ضرورة توسيع منظومة الحوار الاجتماعي لتشمل قضايا جديدة، والرهان الثالث يحث على ضرورة بناء منظومة جديدة للحوار الاجتماعي لاستحضار متطلبات المساواة بين الجنسين، أما الرهان الأخير يدعو إلى اعتبار مأسسة الحوار الاجتماعي مدخلا أساسيا لتحقيق العدالة الاجتماعية.
كما شدد النائب البرلماني، عدي بوعرفة، على ضرورة أن تقوم الحكومة بتحسين مناخ الأعمال عن طريق تحسين المناخ الاجتماعي، وفتح حوار جدي مع جميع الفرقاء الاجتماعيين.
وانتقد النائب البرلماني عمل الحكومة على تعطيل الإصلاحات الدستورية، وتهميش النقابات، وتغييب الحوار الاجتماعي، مستغربا من مشاركة رئيس الحكومة في مظاهرات فاتح ماي، ورفعه شعارات ومطالب، على حكومة يرأسها ذات الشخص، أي سعد الدين العثماني.
واستحضر بوعرفة في ذات السياق، الدور الكبير الذي لعبته الحركة النقابية من أجل استقلال الوطن، وتلاحمها آنذاك مع المؤسسة الملكية في ملحمة 20 غشت، مشيرا إلى أن الخطوة الذي قام بها المغاربة في مقاطعة مجموعة من المنتجات، ليست وليدة اليوم ولا وليدة الأمس، وإنما هي وليدة محاربة الاستعمار بمقاطعة بضائعه.
ودعا بوعرفة سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، إلى إعادة الاعتبار للعمل النقابي والحركة النقابية، عبر فتح حوار جدي مع النقابات، وتنظيم الحقل النقابي بوضع قانون النقابات على الأجندة، مشيرا إلى أنه لا يعقل أن تتم مناقشة قانون الإضراب بمعزل عن قانون النقابات .