الحالة الوحيدة التي رخصت فبها سلطات الأمن بالعاصمة الفرنسية للمتظاهرين بالنزول إلى شارع الشانزيليزيه كانت في ماي 1968 وكانت(ياللمفارقة) مظاهرة تأييدية للرئيس الراحل شارل دوغول عقب الزلزال الطلابي الذي هز فرنسا آنذاك.
اليوم ورغم التحذيرات الصادرة عن وزير الداخلية في حكومة فيليب ورغم المنع المعلن من طرف بوليس باريس، فإن المتظاهرين(أصحاب السترات الصفراء) تحدوا ماكرون ونزلوا بالآلاف إلى شارع الشانزيليزيه وكلهم إصرار للزحف نحو القصر الجمهوري ل"إخراج الرئيس ماكرون من برجه العاجي-وفق تصريح متظاهرين لوسائل إعلام- ليرى بؤس الفرنسيين الذين يعيشون خارج العاصمة". إلا أن قوات الأمن تصدت لهم وتم تجنيد حوالي 5000 رجل أمن بمحيط قصر الإليزيه لحمايته مما أدى إلى مواجهات دموية وإشعال النار في الممتلكات وتخريب محلات تجارية.
العملية أدت إلى اعتقال 38 متظاهر فيما أرسل للمستشفيات الباريسية عشرات الجرحى.
وللإشارة فمظاهرة أصحاب "السترات الصفراء"، تهز فرنسا منذ أسبوع، وهي حركة تمردية ضد ارتفاع أسعار المحروقات وغلاء المعيشة وإهمال الحكومة الفرنسية لمدن الهامش.