نجيب المعلم: هل بالتنكر للكفاءات يمكننا أن نقدم لبلادنا ما تنتظره من العمل الجمعوي؟

نجيب المعلم: هل بالتنكر للكفاءات يمكننا أن نقدم لبلادنا ما تنتظره من العمل الجمعوي؟ هناك من يختار التخييم على السواحل البحرية أو الجبال لكن هناك من يختار التخييم في الغابات

إن المرء ليصاب بالذهول وهو يتتبع ما حدث أثناء حفل الوفاء الذي نظمته الجامعة الوطنية للتخييم بمجمع الشباب والطفولة ببوزنيقة يوم السبت 17 نونبر 2018. هذا الحفل الذي لا يحمل من الوفاء إلا ما أراده له الساهرون على تنظيمه. الوفاء والعرفان حسب فهمهم ومنظورهم الغريب، والذي يبتعد كثيرا عن منطق الموضوعية والاستحقاق وينزلق إلى سراديب الموالاة والمحاباة والتملق الذي تمت محاولة تغليفه ببعض الإشارات والتلميحات المراد منها در الرماد في عيون أصبحت تنظر إلى أبعد ما يغشيه الرماد.

في الوقت الذي كنا ننتظر من الجامعة الوطنية للتخييم، التي تمثل جمعيات الشباب على المستوى الوطني ان تنصف قيدومي المؤطرين ، بل المربين الذين أفنوا عمرهم في خدمة هذه الجمعيات، نجدها تتنكر لهم وتدير ظهرها  لهم بشكل يطرح الكثير من التساؤل والاستغراب.

هؤلاء الأطر الذين لم يكلٌّوا أبدا أو يترددوا في القيام بواجبهم والتفاني فيه سواء على مستوى تأطير الدورات التكوينية لمسيري فضاءات التخييم في كل ما يتعلق بالورشات التقنية والتنشيطية والتربوية والرياضية أو على مستوى المسؤولية والإشراف الميداني داخل المخيمات التي تنظم خلال العطلة الصيفية عبر ربوع التراب الوطني.

هؤلاء الأطر المجحف في حقهم من طرف الجامعة في يوم وفائها وعرفانها، والذين، وبشهادة جميع من استفاد من خبرتهم خلال أكثر من أربعة عقود من الزمن، كانوا يعملون خارج الزمن الإداري وعلى حساب راحتهم وأحيانا على حساب حق أبنائهم، من أجل أن يجد أطفالنا وشبابنا خلال عطلتهم الصيفية فضاءات ترفيهية وتربوية تملأ فراغ عطلتهم الدراسية. فضاءات تربوية تربط بين السنة الدراسية والتي تليها لتملأ ذلك الفراغ الذي يمكن أن تتسرب خلاله بعض السلوكات غير المرغوب فيها.

إننا لن نذكر اسما من أسماء هؤلاء ولا نعمل على مقارنة مسارهم العملي والتربوي بمسار بعض من تم تكريمهم وإسداء العرفان لهم حتى وإن كان بعضهم لا علاقة لهم بالـتأطير المنهجي والمستمر للعملية التخييمية أو لهم علاقة حديثة أولهم حضور ضعيف ومتردد أو شبه سطحي بهذه العملية. فالجامعة لها المعرفة الكاملة بالأطر المعنية، والتي لم تقم حتى بدعوة البعض منها، كما لها المعرفة التامة بانتماءات الأطر المكرمة وبتاريخ علاقاتها بالمخيمات. كما أن الجامعة تعرف أيضا أسباب اختيارها لهؤلاء ودواعي إبعادها لأولئك.

وأخيرا نقول، وبصوت واضح ولا لبس فيه، لمن يقوم على شؤون الجامعة الوطنية للتخييم ولمن يمثل مختلف الجمعيات التي شاركت في يوم الوفاء، بأنه لا يمكن أن نبني مستقبل شبابنا بعدم الإشادة والتنويه والاعتراف بالوفاء لمن يخدمهم ويقدم لهم تكوينا تربويا تكميليا خلال فترة من السنة.