صوت خبيث قادم من شرق بئيس يرفع يده في وجه فن الشارع بالدارالبيضاء

صوت خبيث قادم من شرق بئيس يرفع يده في وجه فن الشارع بالدارالبيضاء عبدالالاه حبيبي يتوسط الفنانين بدر ونور
أصيب الرأي العام بنكسة بعد اعتقال فناني الشارع "بدر" و"نور" لاحتجاجهما على منعهما من الغناء بساحة "الماريشال" بالدارالبيضاء، وتقديمهما للمحاكمة بابتدائية عين السبع. في ما يلي تنشر "أنفاس بريس" تدوينة للباحث عبد الإلاه حبيبي يقدم فيه تضامنه المطلق  مع "الفرجة الفنية" بالشارع الذي كان يشتهر بالعنف والتحرش والنشل وكل أشكال الرداءة والنفايات الصوتية.
الفرجة كانت دوما مشهدا مألوفا في الشارع المغربي، الحلقة كانت مسرحا للبسطاء والفقراء، العازفين كانوا يجولون بين المداشر والدواوير، ينثرون المحبة والجمال والحب وقصص العشق الممنوع في مجتمع مهدد دوما بالانغلاق، فرق متعددة المنابع ومختلفة المظاهر كانت تؤثث الأزقة ويتعقبها الصغار فرحة وحبورا، فرق موسيقية كانت تقضي الليل وهي تراقص الناس بمناسبة عاشوراء أو غيرها ولا أحد خرج يستنكر الفرح... اليوم ينبعث منا صوت خبيث، ليس منا، ولا من روحنا، يرفع يده في وجه الفن الذي ليس له قوة الجسد الخشن، ولا مهابة الحشود، ولا وجاهة المال، ولا  ضراوة الجيوش، حتى يتصدى لأعدائه، هو أجمل رقة وانبل هشاشة في روح الإنسان قبل أن تجتاحه عاصفة الجنون الاخلاقي القادم من شرق بئيس....