مولاي أحمد الدريدي: من أجل إطلاق سراح شباب فن البولفار بالبيضاء

مولاي أحمد الدريدي: من أجل إطلاق سراح شباب فن البولفار بالبيضاء مولاي أحمد الدريدي

كما تعلمون هناك متابعة قضائية لشابين من الموسيقيين الذين يؤثثون فضاء ساحة الأمم (ساحة ماريشال).

متابعتهم خطأ فادح؛ لماذا؟

لأنهم اولا يمارسون هوية أو مهنة لا قانون يجرمها.

هي مهنة تدخل في خانة الحلقة، والحلقة هي ابداع فني مغربي، يدخل في خانة التعبيرات المسرحية؛ التي تدخل في خانة أشكال التعبير عن الآراء؛ أن مصادرة حقهم في إقامة حلقاتهم الموسيقية هذه يدخل في إطار التضييق على حرية التعبير. وبذلك فإنهم يعتبرون معتقلو رأي، أي معتقلين سياسيين.

إنه يمكن أن نجزم بأنه منذ دستور 2011 بانهم معتقلون للرأي السياسيين الوحيدين الذين سجلوا في المغرب منذ اعتماد هذا الدستور.

لقد تبنينا نحن المناضلين الحقوقيين الذين يؤمنون بحرية الرأي وفق المبادئ الكونية لحقوق الإنسان؛ في تبنينا هذه القضية، وبدأنا في إنشاء نواة لجنة مساندة معتقلي الرأي لساحة ماريشال الموسيقيين الشباب المعتقلين. وقد كلفنا نحن وأصدقاؤهم وعائلاتهم الأستاذ سعيد بن حماني المحامي ونائب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لمؤازرتهم.

نتمنى أن تمتعهم المحكمة في جلسة 22 نوفمبر 2018 بالسراح المؤقت (نحن لا نتدخل ولن نتدخل في القضاء، ولكن من حقنا أن نحلم بأن يستجاب لطلبنا الإنساني هذا). حتى تتحول الوقفة التضامنية لمساء 22 نوفمبر 2018 إلى وقفة احتفاء بهم واحتفاء بالتقدم في النهوض بحقوق الإنسان في بلادنا.

أتمنى أن تصل رسالتنا هذه للسيد والي الدار البيضاء والسيد عامل عمالة آنفا؛ وأن يقوموا بإصلاح ما تم إفساده، فنحن في مرحلة تاريخية في المغرب ينتظرنا أن نجعل من حقوق الإنسان رافعة لقضايا كبرى أخرى. قضايا تنتظرنا في جنيف وفي مراكش. ففي مراكش سنكون أمام حلف ضد حقوق المهاجرين يتزعمه لحد الان رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو؛ وفي جنيف الكل يعلمون ما ينتظرنا من عراقيل سيضعها أمامنا أقرب جيراننا أثناء التفاوض حول قضية الصحراء؛ فأصلحوا ما أفسد بسبب تدخل القوات العمومية بشكل غير حقوقي.

إن اخر خطاب دستوري للملك موجه للعموم بمناسبة 20 غشت جاء فيه أن مسألة الشباب تعد محورا مركزيا في خطاب جلالة الملك، حيث اعتبر بهذا الخصوص أنه على الرغم من المنجزات التي عرفها المغرب، إلا أن ذلك لم يشمل فئة الشباب الذي يشكل ثروة حقيقية.

السيد والي الدار البيضاء والسيد عامل عمالة آنفا؛ إن من أفتى عليكم تنفيد إجراء المنع لهؤلاء الموسيقيين الشباب  بالقوة العمومية جعلكم في موقف من يحرم الموسيقى؛ أي في خانة الفقيه الريسوني الزعيم الجديد لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية التي تصادر كل أشكال الفن، وكذلك في خانة "داعش" وغيرهم. ونحن نعلم جيدا أنكم بعيدون عن ذلك... فصححوا الخطأ.

- مولاي أحمد الدريدي، فاعل حقوقي، المنسق الوطني للجبهة الوطنية لمناهضة والتطرف والإرهاب، الكاتب العام للمركز المغربي من أجل ديموقراطية، عضو فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان