طارق اثلاثي: دعوة الملك الجزائر للحوار كانت واضحة في أجرأتها ومضامينها

طارق اثلاثي: دعوة الملك  الجزائر للحوار كانت واضحة في أجرأتها ومضامينها الأستاذ طارق اثلاثي والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والملك محمد السادس

قال طارق اثلاثي أستاذ العلوم السياسية ورئيس المركز المغربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، أثناء مشاركته ضمن برنامج "حديث الساحل"، الذي يقدمه الزميل يوسف بلهيسي، على قناة " ميدي 1 تي في"، إن روح الدعوة إلى الحوار مع الجزائر التي أطلقها الملك محمد السادس تندرج في سياق شامل للسياسة المعتمدة من طرف الدولة في تعاطيها مع مختلف القضايا والأحداث سواء الإقليمية أو الدولية، وبالتالي لا يمكن فصل هاته الدعوة عن هذا التوجه الثابت للمملكة المغربية في هذا التعاطي.. مقدما مثالا في ما يرتبط بمساهمة المملكة المغربية في الحفاظ على السلم والأمن سواء في إفريقيا أو آسيا أو أوروبا، ومثال ما يرتبط برعايتها للسلم والأمن – نموذج مؤتمر الصخيرات الخاص بليبيا.

وفي ما يتعلق بردود الأفعال الدولية على هذه الدعوة، قال أثلاثي، إنها كانت واضحة، فدول كبرى مؤثرة في السياسات الدولية مثل الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، إسبانيا.. وعلى المستوى الإقليمي جامعة الدول العربية رحبت بهذه المبادرة.. مضيفا بأن هذه الدعوة تستهدف أبعادا، ليس فقط إقليمية، بل أيضا دولية.. مشيرا إلى أن أي توافق بين المغرب والجزائر سيعطي تحكما واضحا في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والإتجار في البشر وظاهرة العصابات المتنقلة في إفريقيا جنوب الصحراء.

وأضاف أثلاثي: "لاشك أن للدولة الجزائرية قناعاتها الخاصة في ما يرتبط بالدعوة، فهي ليست دعوة مفاجئة، حيث سبق للملك محمد السادس منذ تسلمه العرش أن زار الجزائر في وقت حرج آنذاك (مناوشات من بعض الجماعات الإسلامية)، وبالتالي كانت هذه الجرأة واضحة من جلالته في اعتماد مقاربة مد اليد، والآن هناك سياق آخر مشمول بمجموعة من الظواهر الدولية.

وأوضح اثلاثي أن ما يستشف من دعوة جلالة الملك هو أن هناك بعض الأمور التي لا يمكن تجاوزها إلا بالانخراط فعليا في مد اليد.. مضيفا بأن هذه الدعوة ليست نظرية فقط، بل إن جلالة الملك اقترح لها آلية سياسة والتي يمكن التعبير عنها بمقولة "ليس من الضروري أن نتفق ولكن يمكن أن نلتقي ونناقش". موضحا بأن غياب رد جزائري على المبادرة لا يمكن اعتباره موقف سلبي، فالجزائر استدعيت من طرف المملكة المغربية وهي تنظر في هذه الدعوة التي كانت واضحة وصريحة بأجرأتها ومضامينها، لأن جلالة الملك كان واضحا في هذه الدعوة من خلال الفصل التام بين الإشكالات العالقة بين البلدين والتي يمكن إيجاد مخارج وحلول لها وبين النزاع حول الصحراء والذي يرتبط بمجلس الأمن وبردهات الأمم المتحدة. فلأول مرة يرفع جلالة الملك -يقول اثلاثي- الحرج عن الجزائر، من خلال هذه الدعوة.