مولاي علي الريسوني : أين البدعة وماذا يضر لو احتفلنا وارتبطنا بمولد اعظم انسان أخرجه الله للبشرية؟

مولاي علي الريسوني :  أين البدعة وماذا  يضر لو احتفلنا وارتبطنا  بمولد  اعظم انسان أخرجه الله  للبشرية؟ مولاي علي الريسوني
يستعد المغاربة  للإحتفال  بعيد  المولد النبوي الشريف  وذلك يوم الثلاثاء  12 من  شهر ربيع الاول الموافق  ل20 نونبر 2018  فما هي دلالات الإحتفال بهذه الذكرى  وماهو الحكم  في من يدعي  بأن الإحتفال  بهذا  العيد  مجرد بدعة ؟ أسئلة طرحتها أنفاس بريس على مولاي علي الريسوني العلامة والمؤرخ  بشفشاون  فكان رده كالتالي :

بسم الله الرحمن الرحيم  وبعد 
، في الرد على من يقول بأن الإحتفال بعيد المولد النبوي الشريف اقول  للأسف بأن المغرب ابتلي بقوم ركبهم الجهل، ويسبحون في بحار الضلالة، فزعموا ان الإحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم  يدخل في إطار البدع الدينية ، وهذا من أعجب العجاب ،  ويحدث  هذا في الوقت  الذي نراهم  فيه يحتفلون بأمور أخرى في بيوتهم وفي حياتهم الخاصة ، الإحتفال بالزواج  وأعياد الميلاد  وغيرها من العادات الأخرى التي تدخل في باب الإجتماع البشري والتي لا يحرمها أحد ! ، في حين يعد  الإحتفال لإظهار الفرح  برسول الله صلى عليه وسلم  في نظرهم خروجا عن  الشريعة !؟

 و اعتقد ان ذلك  دليل  على أنهم هم الذين خرجوا من الشريعة و من روحها  ومقاصدها  ومن دلالاتهاالكونية و من أبعادها  العالمية،  حيث أن الرسالة المحمدية الشريفة تنص بوضوح على أن الأمور بنتائجها ، فمولد الرسول عليه الصلاة والسلام  يعلم الأمة الإرتباط بشخصه الكريم، وبرسالة سماوية خالدة ،  وأنا أتساءل في  ماذا يضر لو احتفلنا  وارتبطنا  بمولد أعظم انسان أخرجه الله  للبشرية ؟ و بأعظم منقذ وأكبر من نصح البشر  وقادهم إلى نور الهداية  والنجاة ؟

إنه الرسول الكريم الذي لا يجادل أحد من أهل القبلة  في انه الواسطة في التشريع  بيننا  وبين رب العالمين ؛كما لا يجهل أحد من المنصفين في الغرب بدوره العالمي   وبالعمل الذي اتاحه الله  على يديه ، إذ كان وحده في جزيرة العرب ولم يمت حتى أسلمت هذه الجزيرة بأسرها وبعد سنوات قليلة وصل الإسلام الحنيف إلى كل بقاع المعمور آنذاك ، في القارة الآسيوية ، و في جزء من القارة الإفريقية .

لهذا ، فالبدعة هي مخالفة روح الشريعة  ، وليس  في حرفها  ، و كذلك ليس في مظهرها الخارجي ، لأن الشريعة  فيها روح ، وعليه يدور الخطاب ، أما الأمور  الخارجية التي لم تكن هي الغاية في حد ذاتها وهي الهدف الأسمى منها ، فإن الشريعة تتجاوز عنها لأن الغايات التي قصدها المشرع الحكيم لا تصب في الأمور المظهرية القشورية ، ولكنها تسعى إلى تطهير الإنسان  وتنقيته من الأمور السلبية لتزكيته وتربيته ، والاعلاء بشانه ، والإرتقاء  بدرجته، إلى أعلى ما يكون من السمو ، وذلك لا يتأتى بالتركيز على الأمور الجزئية والفرعية ، والتي تخطاها الشارع  بآلاف  السنين  وتجاوزت بآلاف الأعوام الضوئية ، قصد إسعاد هذا الكائن الآدمي ، الذي قلدته العناية الإلهية تاج الخلافة عن الله، في تعمير الأرض دون سواه من المخلوقات  التي كانت قبله تعمر هذه البسيطة .

 وعود على بدء ، فهذا  مختصر للرد  على  من يزعمون بأن الإحتفال  بعيد  المولد النبوي الشريف مجرد بدعة وهم بذلك يثبتون مدى  جهلهم  بمعنى البدعة اصلا  ولا يعرفونها ..