في السابق كنا نتحدث عن الموسوعاتيين الذين يجمعون بين الأدب والتاريخ والفقه والعلوم ويجيدون فيها أمثال ابن رشد وبن خلدون ..وغيرهم، وكانت مؤلفاتهم خير شاهد على ذلك ،واليوم عادت هذه الظاهرة الموسوعاتية لتشمل بعض الجمعيات التي وبحكم رغبتها في الظهورفي المناسبات استغلالا لحاجة الدولة لهواة التطبيل والتزمير ،نجدها تعمل في التربية والمواطنة والتخييم والدفاع عن المرأة و الجالية المغربية و،،، السلامة الطرقية و غير ذلك كثير وهذا ليس عيبا نغبطهم فيه ولا نحسدهم عليه،غير أن ما يلاحظ وهذا مصدر العيب أنهم لا يقفون عند المشاكل الحقيقية، بل يمرون عليها مرور الكرام فقط لإثبات أنهم متواجدون.
وما يهمنا في هذا المقام هو" السلامة الطرقية" التي عرفت في هذا الإطار ميوعة لا نظير لها جراء دخول مثل هذه الجمعيات الموسوعاتية غمارها، وبالتالي نكون أمام كمن يصب الماء في الرمل فلا الرمل ارتوى ولا الماء اقتصدنا فيه، ولعل خير دليل على ذلك هو خيمات السلامة الطرقية التي انتصبت في أماكن عدة كافيه بن صالح وبني ملال الخ... وهي خيام زاغت عن أهدافها لأنها تسند لغير ذوي الإختصاص، وحتى لا أعمم لا أنكر أن هناك جمعيات فاعلة و متخصصة في السلامة الطرقية في مدن العيون وآكادير والبيضاء ،وتعمل جاهدة وبثبات في ترسيخ مفاهيم السلامة الطرقية على عكس مما يزعم البعض الذي يعتبر هذه المبادرات الخلاقة شكلا من أشكال الاستغلال المادي وكأننا أمام بقرة حلو! ! .
واقف هنا كي استشهد على ما أقول بنموذج حي لخيمة انتصبت قرابة شهر بمدينة لفقيه بصالح حيث الكراسي مصفدة بالسلاسل خوفا من سرقتها و باتت خيمة السلامة الطرقية مأوى لمن لا مأوى له وأصبحت على عكس اهدافها تهدد السلامة الصحية والاجتماعية !؟، ولا أحد من المسؤولين عنها يتواجد من اجل تبليغ الرسالة، فلا توزيع للمنشورات ولا تواصل مباشر مع المستهدفين ولا زيارات للمدارس والمؤسسات الخيرية ولا مكبرات صوتية من اجل إثارة الإنتباه، ولما استفسرنا الأمر علمنا أنها خيمة لجمعية من قبيل الجمعيات الموسوعاتية المتعددة الإختصاصات!؟ .
أفبهذا النموذج يتم تبليغ رسالة السلامة الطرقية وتحقيق الأهداف النبيلة المرجوة !!؟
-بوعزة فوزي رئيس جمعية آفاق لتعليم السياقة بالفقيه بصالح ،الناطق الرسمي للجامعة الجهوية بني ملال خنيفرة