المدرعي: حكومة العثماني سبب رئيسي في انتقال الاحتجاج من السلمية إلى العنف

المدرعي: حكومة العثماني سبب رئيسي في انتقال الاحتجاج من السلمية إلى العنف سعد الدين العثماني، و الدكتور علي المدرعي
تعليقا على تطور الأحداث بالعديد من المدن المغربية في خضم الحركة الاحتجاجية التلاميذية التي تطاب بإسقاط ساعة الحكومة قال الدكتور علي المدرعي، الفاعل المدني، لـ " أنفاس بريس" مستغربا أن "عملية إحراق العلم الوطني وتدنيسه من طرف من كانوا متظاهرين أمام قبة البرلمان يعتبر عملا شنيعاومدانا وغير مقبول نهائيا. "، واستطرد محدثنا موضحا بقوله" لقد لاحظت أنه مع انطلاق الاحتجاجات منذ اليوم الأول تم وضع آليات وسيارات الأمن أمام المؤسسات التعليمية وبجانب المديريات الإقليمية والأكاديميات التي من المفروض فيها أنتكون أماكن للحوار والتواصل والبحث عن الحلول الممكنة" .
وأضاف الدكتور علي قائلا: " اعتقد أنه تم الإنزال الأمني بدون سبب معقول، مما كشف بأن الوزارة غير مستعدة للحوار والحل الذي يرضي الشعب..".
وعن سؤال للجريدة قال المتحدث نفسه "لقد تتبعت وعلمت بما وقع اليوم من انفلات أمني بالعديد من المدن المغربي عبر المنابر الإعلامية والصحافية على إثر استمرار وتصاعد الحركات الاحتجاجية التلاميذية التي تطالب بإسقاط (ساعة العثماني) والتراجع عن إقرار التوقيت الصيفي طيلة السنة." وعبر عن أسفه بخصوصانزياح الاحتجاجات عن "إطارها الحقيقي وسياقها المشروع والذي تأسست عليه في شكلها السلمي والحضاري منذ البداية." واعتبر أن ما وقع اليوم من " انفلات أمني واحتكاك مع العناصر الأمنية والرشق بالحجارة وتحطيم زجاج القاعات الدراسية ليس في صالح المواطنين ولا التلاميذ والأسر التي ترفض ترسيم التوقيت الصيفي،في الوقت الذي نجح فيه الحراك التلاميذي قبل وقوع هذه الأحداث على إقناع الرأي العام على أن الساعة الحكومية ستأثر على الحياة المدرسية والإدارية والتربوية والاجتماعية وسيكون لها انعكاسات سلبية".
وأكد الفاعل المدني الدكتور علي المدرعي على أن "هذا العنف والانفلات الأمني المفاجئ سيخرج الاحتجاجات من سياقها العام، ونضالها المشروع، وسيلطخ ما راكمته الحركة الاحتجاجية السلمية والحضارية للقطاع التلاميذي، ولن يقبل بها الرأي العام". وأعرب عن قلقه بخصوص موقف الحكومة قائلا: " لكن مع ذلك لن ينسينا هذا أن حكومة سعد الدين العثماني تتحمل مسؤولية جسيمة فيما وقع من أحداث بالمدرسة العمومية، لأن الحكومة تجاهلت هذه الاحتجاجات ولم تعرها أي اهتمام يذكر ولم تتجاوب مع مطالبها بالجدية المطلوبة، مثل ما وقع لجميع الملفات والمطالب الاجتماعية المشروعة للشعب المغربي "، ووصف سلوك الحكومة وحملها المسؤولية لأنها "تعاملت بمنهج الهروب إلى الأمام... لذلك أحمل المسؤولية للحكومة بعد أن تحولت الاحتجاجات السلمية والحضارية إلى عنف ". وعن الأيادي التي يمكن أن تكون وراء هذا السلوك الغريب قال لمدرعي" ربما هناك انسلال وتسخير بعض العناصر التي لا تربطها علاقة بالقطاع التلاميذي لإثارة الفتنة والقلاقل، وتخريب ما بنته الحركة التلاميذية الاحتجاجية السلمية من مواقف نضالية للمطالبة بالتراجع عن ترسيم الساعة الصيفية. عناصر مشبوهة ألفت إثارة الشغب بالملاعب، وممارسة العنف والتشرميل في الشوارع .لأن هذه العناصر أخذت الوقت الكافي لاختراق صفوف التلاميذ والقيام بسلوكاتها غير المقبولة وهذا احتمال قوي جدا. لأن الحكومة ارتبكت وتجاهلت مطالب الحركة الاحتجاجية للقطاع التلاميذي، حيث تقول أحيانامن خلال تصريحاتها بأن هذه الاحتجاجات معزولة ومحدودة في الزمان والمكان، وتشبثت بإصرار بقرارها الانفرادي بدون أن تفتح أبواب الحوار".
وطرح سؤال جريء على الحكومة قائلا "أتساءل هنا ماذا كان سيقع لو تراجعت حكومة سعد الدين العثماني عن هذا القرار المرفوض شعبيا؟ أطن أنه كان سيقوي موقعها ويعزز مكانتها عند الرأي العام لوطني.... لا أعتقد أن التراجع على قرار خاطئ سيضعف موقفها كما تعتقد الحكومة ومن يدور في فلكها. لأنها المواطنين هم من صوتوا على الحكومة ومن الواجب أنتخضع لإرادتهم. لكن للأسف التعنت كان هو سيد الموقف."
وختم تصريحه للجريدة بقوله" على الحكومة أن تعيبأن الشعب ليس بصدد المطالبة بتغيير الدستور ويجب إقامة استفتاء حوله... إنه مجرد قرار خاطئ من حكومة انتخبها الشعب، يطالبها بالتراجع عنه، لأن انعكاساته السلبية واضحة،...فهل وصلت الرسالة لحكومة سعدالدين العثماني التي لم تكن في المستوى ونحن في اليوم السادس من استمرار الاحتجاجات ضد ساعة الحكومة ومقاطعة الدروس دون الحديث عن هدر الزمن المدرسي ؟ "