مضى أكثر من عام على مرور ليزا كوكس بمرحلة عصيبة لا تتذكر ببساطة عنها أي شيء، حيث أصيبت بسكتة دماغية مفاجئة خلفت عقلها وجسمها في حالة لا يمكن التعرف عليها من خلالها.
وبعد رحلة طويلة وشاقة نحو التعافي تضمنت بتر ساق وعمى جزئيا وعملية قلب مفتوح وفقدان 9 أصابع بسبب الدواء، تمكنت ليزا من إعادة بناء نفسها وهي الآن من عارضات الأزياء.
لم تكن خطة العيش بإعاقة جزءا من خطة الفتاة التي تبلغ من العمر 24 عاما، لكن كل شيء تغير تماما حين تعرضت ليزا إلى سكتة دماغية. وبالعودة إلى عام 2005، كانت كوكس شابة تتمتع بصحة جيدة تعيش في مدينة بريسبان بأستراليا، وتعمل في مجال الإعلام.. وبعدها، ولفترة استمرت عاما تقريبا، نسيت كل شيء.
في مقابلة مع صحيفة ""ديلي ميل" البريطانية، قالت: "لم أكن أتذكر أين أعمل أو أعيش في ذلك الوقت، لكن أخبرني الناس أنني في مطار ملبورن وكنت على وشك السفر لكنني تعرضت إلى انهيار".
بعد ذلك دخلت كوكس في غيبوبة استمرت 3 أسابيع، فضلا عن قضائها شهرين في العناية المركزة، وما يزيد على العام في المستشفى حيث أعيد تأهيلها وتمكنت من إعادة تعلم المهارات التي كانت تملكها بالفعل ذات يوم.
وتضيف: "في البداية بدأت أتعلم كيفية إطعام نفسي وارتداء ملابسي وغسل أسناني، في الواقع كل شيء أساسي فقط". ثم بدأت تتعلم كيفية استعادة قدراتها وهويتها الجديدة كشابة تعيش بإعاقة.
تؤكد ليزا أن كل هذا لم يأت ببساطة وإنما تطلب قبولها ذاتها بعد السكتة التي تعرضت لها صراعا طويلا، مشيرة إلى أن الناس بدأوا ينظرون إليها بشكل مختلف، داعية السيدات التي يعانين من نفس وضعها بالاحتفاء بأنفسهن وقبول كل ما يمكنهن القيام به سواء الحصول على أطفال أو الجري أو حتى القدرة على الإمساك بكوب من القهوة.
ومضت تقول: "لا أبدو نموذجا مثالية لعارضة أزياء لكن لهذا السبب أيضا أصطحب الكرسي المتحرك معي على الممشى. أنا ممتنة جدا لجسمي وما يمكنني القيام به حتى إذا لم يكن مثاليا بالشكل التقليدي ومقتصرا على ما يمكنني القيام به فقط بسبب إعاقتي".
وتشارك كوكس هذا الشهر في عرض أزياء دار Meraki Fashion في بريسبان، وهي عازمة على توسيع نطاق تمثيل ذوي الإعاقات وأصحاب الهمم.. تقول: "أعرف أنه لا يوجد أي تمثيل للأشخاص المعاقين في وسائل الإعلام لذلك أستغل وضعي الحالي لإجراء تغيير.. لن أنتظر حتى يقوم شخص آخر بذلك".
(عن "العين الإخبارية" الإماراتية)