ماذا بعد زيارة عامل إقليم وزان لمؤسسات الرعاية الاجتماعية ؟

ماذا بعد زيارة عامل إقليم  وزان لمؤسسات الرعاية الاجتماعية ؟ مؤسسات الرعاية الاجتماعية بوزان
من جديد يعود ملف مؤسسات الرعاية الاجتماعية بوزان ليتصدر اهتمام ثلة من الفاعلين العموميين والمدنيين، والمحسنين، وذلك بمناسبة الزيارة التي قام رئيس الادارة الترابية الإقليمية لهذه المؤسسات ، تفعيلا لخطاب العرش الذي أكد فيه الملك محمد السادس بأن " الشأن الاجتماعي يحظى عندي باهتمام وانشغال بالغين كملك وكإنسان ...."، وكذلك رغبة من المسؤول الجديد على رأس الإدارة الترابية لإقليم وزان، رسم صورة مقربة عن واقع حال هذه المؤسسات، التي لا يختلف اثنان حول دورها في تمتيع ساكنتها من ، مسنين ومسنات، وأطفال، بالحقوق التي تنهض بالكرامة الإنسانية وتحميها.
فكيف وجد عامل الإقليم هذه المؤسسات ؟ وهل لمس بعيدا عن لغة التقارير الرسمية، وما يأتي على لسان المخاطب الرسمي والمدني لهذه المرافق، بأن أنسنة الحياة بفضاءاتها، والمقاربة التشاركية والحكامة الرشيدة في تدبيرها، ماليا واداريا وتربويا ، هي العملة المتداولة هناك؟ وبشكل أكثر وضوحا أين يمكن موقعة الزيارة من الحكمة الشعبية البليغة التي تقول " المزوق من برا آش خبارك من داخل ؟ "
مصادر متعددة توجد في علاقة تماس قوية بتدبير دار الأطفال، و دار المسنين والمسنات، ودار الطالبة، شددت في لقائها بالجريدة بأن كشافات الضوء لم يتم تشغيلها خلال هذه الزيارة لكي لا تتسلل أشعتها للزوايا المعتمة، فيقف رئيس الادارة الترابية الإقليمية على الحقيقة كما هي ، بعيدا عن المساحيق الرديئة الصنع والبشعة الاستعمال ، فيبادر إلى الدخول على الخط بقوة الاختصاصات التي يمكنه منها القانون .
بالنسبة لدار الأطفال، تتحدث مصادر جد مطلعة على أن تدبير هذه المؤسسة الاجتماعية من طرف الجمعية الخيرية الإسلامية، تحكمه العشوائية والقبضة الحديدية التي يستمدها حفنة من الأشخاص من طرف الجمعية المذكورة، التي ولد مكتبها على المقاس.
ولن يؤدي فاتورة هذه المقاربة التي يتم شق كبير منها خارج قانون 14/ 05 المنظم لمؤسسات الرعاية الاجتماعية إلا أطفال جاؤوا إلى هناك هروبا من "الابرتايد الاجتماعي" الذي كانوا ضحية له خارجها ، تشدد مصادرنا . فكيف لجمعية معطلة اجتماعات مكتبها لمدة قاربت السنتين، واستقالة عضو من مكتبها، واستحالة حضور عضوين بسبب تقدمهما في السن، و إقامة رئيسها خارج وزان، ( فكيف لها ) أن تتبع تفاصيل سير هذا المرفق الاجتماعي بامتياز ؟ نفس المصادر تتحدث لا براءة تعليق اجتماعات لجنة التدبير المنصوص عليها في القوانين ذات الصلة بمؤسسات الرعاية الاجتماعية.
وبالانتقال إلى ممتلكات دار الأطفال التي يلزم القانون المشرفين عليها إخضاع التصرف فيها للقانون، وتضمينها بسجل خاص بذلك، فإن مصادر تتحدث عن دخول ملابس وأواني ..... متاهات مجهولة محطات وصولها. وأضافت، معززة حديثها عن العشوائية و الالتباس الذي يعرفه تدبير ممتلكات الدار، بأن كمية كبيرة من خشب الأشجار المشدبة تم ترحيلها ربما إلى المركز الاجتماعي للقرب، الذي تشرف على تسييره جمعية دار وزان للثقافة ، التي بالمناسبة يدير شؤونها نفس الرئيس الذي يدير شؤون ، دار الأطفال ، ودار المسنين والمسنات ، ودار العطف ، وكأن وزان أصبحت عقيمة إلى الحد الذي يجعل شخصا واحدا مهما كانت درجة حسن نيته يترأس ثلاث جمعيات ؟ نفس المصير المشار إليه لحق كتب دار الأطفال والكثير من الأواني ؟
غياب ترشيد النفقات، وتعطيل الحكامة الرشيدة في تدبير المؤسسة، وتعليق تفعيل آليات المراقبة والتتبع المحددة بالقانون، والشلل الذي ينخر مفاصل الجمعية، نتج عنه حسب نفس المصادر تسجيل تراجع كبير في لائحة المحسنين ، وقيمة الدعم الذي المالي والعيني الذي اعتادوا تقديمه للجمعية ، وسيادة الفوضى، والاصطدامات اليومية بين مكونات الطاقم العامل بالمؤسسة.
أما دار المسنين والمسنات التي تدير شؤونها جمعية دار العطف فلا ينكر أي زائر لمرافقها بأن الحد الأدنى من شروط الإقامة بها متوفر، لكن ساكنتها تشتكي بين الفينة والأخرى من غياب الاهتمام المادي والنفسي بها، كما أن ما يقدم لها كتغدية لا يرقى الى التغدية النوعية الحافظة للصحة . وتحدث مسن التقت به الجريدة بأن ساكنة الدار تتعرض للإزعاج بل للخطر في موسم الشتاء، لأن السلطات المختصة تحولها إلى مأوى لتجميع الكثير من الأشخاص المجهولي الهوية . وأضاف بأن المسنات والمسنين يحتاجون للمراقبة الصحية الدائمة ، وانبات شتائل الحياة بالدار ، وذلك بتنظيم أنشطة فنية وترفيهية ورحلات تخرجهم/هن من الرتابة القاتلة ، وتصالحهم/ هن مع الحياة ، وتصحح الصورة النمطية التي يلاحق بها المجتمع الإقامة بهذه الدور .
قصة دار الطالبة تحتاج لمجلد لتدوين تفاصيلها. ولكي لا نتيه كثيرا في دروب لا ترسل عليها الشمس نور أشعتها، نحيل عامل الإقليم على مكتب الإعلام والتواصل بمقر عمالته لتمده بأكوام القصاصات الإعلامية التي تابعت التدبير الملفوف بالألغام لهذا المرفق الذي نهجته الجمعية ، كما عليه أن يحول وجهته نحو مكتب الضبط المجاور لمكتبه للاطلاع على شكاوى كان قد وضعها بعض أعضاء مكتب الجمعية المذكورة قبل أن تلاحقهم الدوخة من جديد . وبالمناسبة فإن الانخراط بالجمعية حسب قانونها الأساسي الذي كتب بخلفية الاقصاء والرغبة في الاستحواذ يفرض على كل منخرط (ة) جديد تأدية مليون سنتيم ؟ فهل من أعضاء المكتب الحاليين من سبق له أن أدى هذا المبلغ ؟
ماذا بعد كل هذا ؟ وهل وحدها مؤسسات الرعاية الاجتماعية الموجودة فوق تراب جماعة وزان من تعاني من اختلالات عميقة في تدبيرها الاداري والمالي أم أن المصيبة إذا عمت الإقليم هانت ؟ وهل سيستمر اخضاع تسيير بعض المؤسسات بالإقليم إلى خدمة أجندات انتخابوية ؟ ألم يحن الوقت بعد لتنظيم يوم دراسي يصالح هذه المؤسسات الاجتماعية مع أهدافها الإنسانية التي تصب في النهوض وحماية حقوق بعض الفئات من المواطنات والمواطنين؟