المنوزي: نقطة نظام لها ما بعدها في سلم التدبير الديمقراطي

المنوزي: نقطة نظام لها ما بعدها في سلم التدبير الديمقراطي مصطفى المنوزي

لم يعد منتجا ادعاء العزوف عن السياسة لدى المواطنين، فمجرد ممارسة الصمت والحياد المطلق تجاه ما يجري هو عمق السياسة، والعقل الأمني يراهن على مثل هذه الشريحة، والتي تعبر عن نفسها بمجرد حملة انتخابية محافظة أو احتجاج بسيط، بل هي من يوجهه نحو المجهول بحكم انعدام التمرس والتوجيه، في ظل حرب مفتوحة ضد العمل الحزبي،  بدعوى إفلاسه وفساده.

والحال أن اغتيال الوساطات، التي تشكلها الأحزاب والجمعيات ذات الصبغة السياسية والفكرية، غير الدينية طبعا، تحفيز على كل النزعات الانقلابية والعنيفة، بحكم أن تعسف الدولة في احتكار السلطة والقوة والعنف، لن تواجهه سوى  مقتضيات البناء الديمقراطي، غير أن غياب الأحزاب ذات المنحى الديمقراطي، وذات غاية تدبير الصراع السياسي والفكري سلميا، سيدفع إلى بدائل عنيفة بالضرورة، وفي أحسن الأحوال إلى خنوع الجميع لوضعية الاستبداد لما فوق الدولة /الأمة، تارة باسم تصدير الدمقراطية، وتارة أخرى باسم مواجهة التطرف والإرهاب العابر للأوطان.