الوجه الآخر لسفاح بوزنيقة... يعيش بدون أب والإدمان على "القرقوبي" غايته الكبرى

الوجه الآخر لسفاح بوزنيقة... يعيش بدون أب والإدمان على "القرقوبي" غايته الكبرى البطالة والإدمان عاملان أساسيان جعلا من نوفل مجرما سفاحا

المشاكل الاجتماعية تكون في غالب الأحيان هي المتحكمة في العديد من خيوط الإجرام، حيث أن الاستقرار الأسري غالبا ما يكون طريقا سليما نحو حسن سلوك الأبناء وعدم سقوطهم في متاهات الانحراف بطريقة أو بأخرى.

فمن خلال ما تقدم من هذه المعطيات يتضح أن الشاب (نوفل ز)، ذو السن التاسعة عشر، عاش حياة مضطربة، لكون والدته قهرتها الظروف الاجتماعية بعد فشلها في الزواج الأول، وهي المنحدرة من مدينة خريبكة.. وأمام هذا الوضع الاجتماعي المتأزم لوالديها شدت الرحال إلى بوزنيقة عند سيدة من أفراد عائلتها، وخلال الأيام الأولى من مقامها تعرفت بابن أحد أعيان مدينة بوزنيقة، وربطت معه علاقة غير شرعية لتكون من نتائجها إنجاب ولد. وخوفا من الفضيحة تم توفير لها كل ظروف الولادة والإقامة إلى حين وضعه في سجل الحالة المدنية تحت مسؤولية أمه. استمرت معاناة هذه المرأة من أجل ضمان كل حاجيات ابنها من أكل وملبس وكل المتطلبات... وكانت باستمرار تسقط في علاقات غير شرعية.. إلى أن وصل الابن إلى سن التمدرس، حيث أدخلته إلى المدرسة. وتوالت محنتها أملا في أن ترسم له طريقا في الحياة يؤهله لضمان وظيفة أو مهنة تضمن له الاستقرار في الحياة، لكن الدراسة بالنسبة لنوفل كانت أمرا مستعصيا مما لا يقدر على مجاراته، ليعجز عن منافسة التلاميذ المتفوقين.. وكان دوما يحصل على نقاط ضعيفة.. وكثرت تغيباته، واتضح أن استمراره من أجل التحصيل الدراسي هو أمر مستحيل... مما أدى بوالدته إلى طرق باب مؤسسة التكوين المهني، أملا في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، إيمانا منها أن انقطاعه الكلي عن الدراسة هو بداية جديدة للانحراف. وبالفعل التحق بمؤسسة التكوين المهني، ومرة أخرى يجد نفسه يسعى لتحقيق أهداف هو غير مؤهل لها ولا رغبة له في تحصيلها، لينتهي به المطاف في أحضان البطالة.

وهنا كانت بداية كل المحن، ذلك أن بلوغه سن التاسعة عشر، بدأ يتطلب إمكانيات مادية يومية، لا تقدر أمه على تلبيتها كلها بسبب الوضع الاجتماعي المتأزم الذي تعيشه. ونتج عن هذا أن تأزمت نفسيته، وأصبح مدمنا على "القرقوبي"، والمعروف أن هذه الآفة تتطلب قدرا من المال يوميا. أضف إلى هذا أن استفادة أمه من منزل عشوائي بالداهومي جعله دائم التواجد بهذه المنطقة، والتي قام بالاستيلاء على مسكن بها يتواجد صاحبه بأرض المهجر، وأصبح من ثم يكتريه للمصطافين من أجل أن ينفق على متطلباته المادية من هذا المدخول. وبهذا المحل بالضبط انطلقت جرائمه لتصل في نهاية المطاف إلى ستة، ليتحول إلى مجرم سفاح رغم محاولات والدته لتمكينه من الدراسة في بادئ الأمر والتكوين المهني، اللذين لم يكن راغبا في خوضهما..