عبد الله بوصوف: ضرورة الاهتمام بالعالم الرقمي لتبليغ نموذج التدين المغربي وإيصاله للعالم

عبد الله بوصوف: ضرورة الاهتمام بالعالم الرقمي لتبليغ نموذج التدين المغربي وإيصاله للعالم عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية في الخارج

احتضنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة يوم الجمعة 26 أكتوبر 2018، الدرس الافتتاحي للدكتور عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية في الخارج، في موضوع: "حاجة مغاربة العالم للتدين المغربي".

واستهل الدكتور بوصوف درسه الافتتاحي بالحديث عن صورة الإسلام والمسلمين في العالم واصفا إياها بالسيئة، ومرتبطة بالخوف والقلق، نظرا لجملة من الأحداث المتتابعة والتشنجات الهوياتية التي حصلت باسم الدين والأيديولوجية، مما جعل المسلمين اليوم في مأزق يحتاج لحلول جديدة، مؤكدا أنه من الضروري العمل على ترميم وتصحيح هذه الصورة.

وأشار بوصوف إلى أهمية النموذج المغربي من الناحية التاريخية والواقعية، مؤكدا أنه يشكل نقطة ضوء ضمن تجارب التدين الموجودة، مفرقا بين الدين والتدين؛ باعتبار الأول متساميا عن الزمان والمكان والإنسان، خلاف التدين الذي هو جملة أشكال ترتبط بالزمان والمكان والإنسان. مضيفا أن النموذج المغربي أن يعطي المغرب نوعا من الحصانة والاستقرار، كما صارت التجربة المغربية مجال إعجاب واهتمام من طرف العديد من الدول.

وانتقل الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج إلى تفصيل القول في التدين المغربي، والذي يرتكز على العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف السني. مؤكدا أن الاهتمام بالمذهب ينبغي ألا يقتصر على الأحكام التفصيلية فقط، بل ينبغي النفاذ لروحه وفلسفته لمعالجة الإشكالات الواقعية، وهذا يستلزم الوعي بالسياقات المختلفة، "فللحديث عن "فقه مغاربة أوربا" يلزم الفقيه الوعي بالسياق الأوربي وتاريخه وثقافته".

ومن جهة أخرى أبرز بوصوف بعض إكراهات هذا النموذج، مبتدئا إياها بقصور الفقه المالكي اليوم عن مواكبة بعض المستجدات في الغرب، واهتمام الفقهاء بالمختصرات التي لا تعنى بالدليل وإنما بأقوال المذهب، في حين أن الناس اليوم صاروا يطالبون بالدليل والحجة، داعيا إلى ضرورة تبليغ هذا النموذج بلغة العصر، متأسفا من عدم وجود كتابات مالكية باللغات الحية، ومؤكدا على ضرورة الاهتمام بالعالم الرقمي في تبليغ نموذج التدين المغربي وإيصاله للعالم، بإعمال آلة الاجتهاد، واحترام السياقات التي يوجد فيها المغاربة عبر العالم.