سربة لمقدم البشير ماهير تتوج بطلة لجائزة محمد السادس لفن التبوريدة بمعرض الفرس

سربة لمقدم البشير ماهير تتوج بطلة لجائزة محمد السادس لفن التبوريدة بمعرض الفرس من أروع طلقات سربة لمقدم البشير ماهير

كانت أشعة الشمس تداعب بخيوطها الذهبية خيم الفرسان صباح يوم السبت 20 أكتوبر 2018، وهي تعلن عن يوم جديد واستثنائي، لكنه يوم لن يشبه الأيام الفارطة في محرك عروض التبوريدة. كل الفرسان يتحركون بنشاط وسط خيامهم مثل خلايا نحل، بعد وجبة فطور جماعية تخللتها نقاشات حادة بين علامة الخيل وحكماء الفروسية التقليدية. حتى الخيول أطلقت صهيلها منذ أن تسللت الخيوط الأولى للفجر، وكأنها تبتهل، وتدعي مع أصحابها بالخير والتيسير في هذا اليوم. لقد أيقنت الخيول كما قال مرافقي، بأن ساعة الصفر قد اقتربت وأن طبول الفوز ستقرع معلنة عن إسدال الستار عن الدورة 11 لمعرض الفرس والدورة الثالثة لجائزة محمد السادس في فن التبوريدة بعاصمة الفرس الجديدة/ مازغان.

طبعا، للتبوريدة مكانة خاصة في قلوب المغاربة، ولن يهدأ بال عشاقها إلا بالحضور طبعا في أرقى تظاهراتها الوطنية لتتبع مسار حكايات سربات الخيل، كيف لا، وآلاف المهووسين بسنابك الخيل ووقع البارود على أفئدتهم كبارا وصغارا نساء ورجالا، شدوا الرحال نحو عاصمة الفرس لمتابعة النتائج الأخيرة لبطولة جائزة محمد السادس، والتي يتبارى فيها أجود العلامة وفرسان قبائلهم.

طوابير، مئات السيارات والمركبات والحافلات اصطفت في "الباركينات" التي غصت بوسائل النقل، وامتلأت جنبات الطرق والمنافذ المؤدية لأبواب المعرض، وتجندت خلايا الأمن والدرك والقوات المساعدة للتخفيف من وطأة الازدحام، ومع ذلك ظل جمهور فن التبوريدة يتقاطر من كل صوب وحدب، لتشجيع السربة المحبوبة والمفضلة.

أما وسط مدرجات محرك الخيل، فهتافات الجمهور وزغاريد النساء، وتصفيقات المشجعين لأبناء القبيلة/ الجهة، تنبأ بقتالية شرسة بين سربات الخيل والفرسان، كل الكتائب جاهزة، لتقديم ما في جعبتها في ساحة المنافسة، لقد كانت عقارب الساعة بطيئة يوم السبت الأخير من منافسات فن التبوريدة، واشتدت معها نبضات قلوب الفرسان وخيولهم الواقفة تحت أشعة الشمس في انتظار إعطاء إشارة الانطلاق.

مع نهاية سلسلة عروض الهدة والتدريجة وثلاثة طلقات لكل سربة، مع الأخذ بعين الاعتبار جودة الخيول والألبسة والسروج، اتضحت معالم لائحة الترتيب للمراكز المتقدمة، بعد أن رسمت كل سربات الخيل أروع الملاحم، وأجود الحركات، ولعلع بارود لمكاحل، في عنان سماء الجديدة، لقد كان الجمهور سباق لإعلان النتيجة قبل الحكام.

هكذا أسدل الستار مساء يوم السبت 20 أكتوبر الجاري، على منافسات جائزة محمد السادس في فن التبوريدة برسم سنة 2018 ، وأعلنت لجنة التحكيم أن لمقدم البشير ماهير ممثل جهة الدار البيضاء سطات، بطلا لهذه النسخة بفوز مستحق وأداء رائع وسط محرك الخيل والبارود، فضلا عن فوز العلام توفيق الناصري بالرتبة الثانية ممثلا لجهة الدار البيضاء سطات، بالإضافة إلى فوز العلام محمد أزواوي  بالرتبة الثالثة ممثلا لجهة بني ملال خنيفرة.

لقد أخرج فرسان لمقدم البشير ماهير كل أسلحتهم الفنية والجمالية، وأبانوا عن قتالية شديدة أمام جمهور معرض الفرس، وكان زادهم الأساسي الصبر والثبات، رغم أن لمقدم توفيق الناصري ظل متربعا على عرش الرتبة الأولى على مستوى الجمع العام في التنقيط، منذ انطلاق المنافسات، لكن " البارود غدار".

هنيئا " للباردية موالين الخيل" بجمهور التبوريدة العاشق، والوفي والمخلص والمتعلق بتراثه وموروثه الثقافي الشعبي، وهنيئا لكل علامة السربات، والفرسان الذين استقبلوا المواطنين بحفاوة وسط خيامهم، وقدموا لهم بتلقائية صواني الشاي، عربونا على المودة ونبل الأخلاق العالية، وشاركوهم الطعام، واقتسموا معهم أفرشة الخيم لأخذ قسط من الراحة رفقة عائلاتهم وأبنائهم.