بعد "عمي دريس" الفنان عبد الله شاكيري "في مواجهة مرميد"

بعد "عمي دريس" الفنان عبد الله شاكيري "في مواجهة مرميد" مرميد يتوسط عبد الله شاكيري (يمينا) وعمي ادريس

يستضيف الصحافي والناقد بلال مرميد، الممثل عبد الله شاكيري، يوم الجمعة 19 أكتوبر 2018، في برنامجه "في مواجهة بلال مرميد" على قناة ميدي أن تيفي، وهو الموعد الذي اعتاد فيه متابعو البرنامج على مشاهدة مرميد وهو يحاور المنتمين لمجال الفن، خصوصا السينما والتلفزيون والمسرح، في لحظات غالبا ما تتحول للبوح، إذ ترتكز على النقاش الهادف، لوضع اليد على مكامن الخلل داخل القطاع الفني، من وجهة نظر مرميد وضيوفه، مع تقديمهم وتقديم بعض أعمالهم ومشاركاتهم الفنية، وانتقادها، وعرض لقطات خفيفة منها ومناقشة جودة وظروف إنتاج الأعمال الفنية الوطنية وسبل تطويرها.

وكان بلال مرميد قد عمَّم عبر صفحته على الفايسبوك، هذا الموعد، مُرفقا بالفقرة التالية: "لأن الأضواء تسلط في الغالب عندنا على كثير من تافهين، ننهج في الـ "إف.ب.إم" اختيارا آخر. تركيز على من يشتغلون في صمت، وهم طبعا قلة قليلة. عبد الله شاكيري واحد من مؤسسي المهرجان الدولي للمسرح الجامعي في الدار البيضاء قبل أزيد من ثلاثين عاما، وهو مرافق الطلبة في بحوثهم، وهو الممثل الذي يشتغل بالخصوص في أعمال أجنبية.

"في الـ "إف.ب.إم"، لا مكان لرواد الجهل.."، على حد تعبير تدوينة بلال مرميد، الذي كان قد استضاف في الحلقة السابقة الفنان إدريس كريمي المعروف بـ "عمي ادريس"، الذي اشتهر ببرنامج تلفزيوني موجه للأطفال في سنوات الثمانينيات من القرن الماضي، بعد أن بدأ مساره الفني وهو طفل في برنامج إذاعي وتوجهه نحو مسرح الهواة، بدار الشباب بوشنتوف ضمن "فرقة الكواكب".. وقد كشف البرنامج مسار "عمي دريس"، وبعض المشاكل التي واجهها، خصوصا بعد تخليه عن المسرح وميدان التعليم وتوجهه نحو التمثيل وأدوار المجازفة في الأفلام السينمائية، ومعاناته من الإقصاء وعدم تطوير تجربته لاستمرار بشكل ناجح.. إذ علقت صورة "عمي دريس" في ذاكرة جيل السبعينات والثمانينيات كمنشط خاص بالأطفال، ومن حين لآخر بدأ يظهر بعد ذلك في أدوار ثانوية في أفلام مغربية وأجنبية. وعاتب بلال مرميد "عمي دريس" على عدم الاهتمام بالتكوين لتطوير المدارك فنيا، لكن ردَّ عليه إدريس كريمي بأنه أجرى تكوينات ذاتية في علم النفس وعلم الاجتماع، كما أوضح أنه اشتغل مع أسماء كبيرة في مجال الإخراج والمسرح واكتسب تجربة مهمة في المجال.. كما أشار أنه أوقف تجربة "عمي دريس" كي لا يسقط في النمطية وتكرار نفس الشخصية والأسلوب..

وغالبا ما يطرح بلال مرميد في برنامجه إشكالية: "إعطاء الفرص للفاشلين في المجال الفني، عوض المتمرسين والحاصلين على تكوين والاهتمام بالأعمال السطحية عوض الأعمال الفنية ذات المواضيع الهادفة والعميقة على مستوى الطرح!!".. ليبقى السؤال المطروح: هل يتحمل المسؤولية القائمون على القنوات التلفزيونية والسينما، أم المخرجون أو مدراء شركات تنفيذ الإنتاج!!؟؟.. لكن يجب أن لا نغفل واقع تدخل المستشهرين الداعمين للأعمال الفنية في الغالب، للتحكم في مضامين الأعمال التلفزيونية والسينمائية والوجوه التي ستبرز فيها!!! والمثال على ذلك، خصوصا بالنسبة لمسلسلات وكبسولات شهر رمضان، هو أن المستشهر يمكن أن يدعم عملا فنيا يشارك فيه من يحققون "البوز" بطريقة أو أخرى، أو وجه فني يقدم إشهارا لمنتوج المستشهر، رغم عدم تمرس الشخص المعني أو عدم حصوله على تكوين في المجال، عوض فنان آخر، رغم تكوينه الأكاديمي وتمكنه من أدوات التمثيل، في تكريس فج وظالم للازمة (البوز مقابل الفن الحقيقي).. لأن المستشهر أو الوسيط، يسعيان دائما بإصرار ومساومة، إلى تسويق منتوجاتهم وخدماتهم وجديدها، بالموازاة مع استغلال صورة الوجوه التي تحقق البوز أو تلك التي تقدِّمُ على طول الموسم وصلات إشهارية لـ "ماركة" الشركة الداعمة..